ظهرت في الآونة الأخيرة ظاهرة تستحق التوقف عندها وطرحها علمياً وطبياً لأنها تؤثر سلباً علي المجتمع وعلي فرص العمل. وما له من تبعات وعواقب وخيمة للغاية.
هذه الظاهرة هي رفض جهات عديدة "تعيين" المصاب بفيروسات الكبد "B" و"C" وهو أمر غاية في الغرابة والخطأ الطبي الفادح.
بعض الدول العربية ترفض سفر العمالة المصرية المصابة بفيروسات الكبد وهذا خطأ طبي لا جدال فيه. لكنه سياسة دولة وسيناريو داخلي. لهم كامل الحرية فيه.
لهذه الدول في تحديد طول أو وزن من توظفه هي شروط تضعها وفق ما تري في شئونها الداخلية. لكن أن يحدث ذلك في داخل مصر فهو أمر يستحق الحديث ولفت النظر الطبي العلمي.
نجد مؤسسة ما خاصة أو عامة أو حتي حكومية ترفض شاباً لهذا السبب وتضعه في طابور البطالة في بلد تعاني البطالة.
ما هي فلسفة هذه المؤسسات رغم :
* أن التحليل الذي أعلن علي أساسه يتم الرفض أو القبول هو تحليلي للأجسام المضادة وليس دليلاً علي وجود الفيروس أو نشاطه.
* إن مريض الفيروس قادر علي العمل والأداء وقد يكون أحسن من شباب كثيرين لا يحملون الفيروس لكن هذا قدره.
* إن العدوي لا تتم إلا عن طريق التلوث الدموي وليس المخالطة أو الأكل أو غير ذلك من طرق العدوي. وأعتقد أنه ليس هناك مجال لتلوث دموي مباشر بأي صورة في مجال أي عمل.
أما القول إن المريض سوف يحمل الشركة تكاليف علاجه فإنه من باب ضغط الإنفاق. يمكن كتابة شرط في التعاقد لهؤلاء أن علاجهم من الفيروس لا يكون علي نفقة الشركة.
كما يمكن عمل تقييم لحالة حامل الفيروس كل عدة أعوام من 3 : 5 لضمان استقرار الأمر.
كل هذه مقترحات أري أنه لا داعي لها لكنني أرد علي إدعاءات الشركة المصرية التي تلفظ أولادها وأولاد وطنها. الأغرب أن بعض الشركات تطلب من الشباب العلاج أولاً خلال شهرين أو ثلاثة.
ما هذا بربكم؟ أليس هناك مستشار طبي لهذه الشركات يوضح علاج الفيروس وكيف يكون. واستحالة تحديد موعد علاج اعتماداً علي عوامل طبية عديدة لن أدخل فيها بصراحة إنه طلب تعجيزي؟!
أيها السادة أفيدونا عن سبب رفض حاملي الفيروس "C" و"B" أو المصاب به وهو في كامل حيويته وشبابه وصحته. ما هو المنطق الطبي؟
اتقوا الله في شباب هذا البلد لأن حاملي الفيروسات أو حتي المرضي به يمكنهم العمل بطاقة كاملة وأداء كامل وبلا أي خوف.
أرجو أن يصل صوتي أم أني لن أسمع سوي صدي الصوت يردد : "لن نقرأ ولن نناقش. اكتب ما تشاء وسنفعل ما نريد".
اللهم إني قد بلغت.. اللهم فاشهد.