محمد جبريل
ع البحري -يا محافظ الإسكندرية .. المشكلة ليست مستعصية!
زمان. في بدايات عملي الصحفي. كنت أعرض لبعض مشكلاتنا الاجتماعية. أتوقع - في اليوم التالي - رجلاً أنيقاً يحمل حقيبة. ويقدم نفسه كموظف في العلاقات العامة بالجهة التي تناولت ملاحظاتي أداءها. يستوضح. وأجيب. بعد أن يعد بالنظر في المشكلة. أو بالحل!
مع التقدم العلمي والتكنولوجي والأخذ بأسباب التطور. كانت الاضافة إلي تلك الاستجابة السريعة من أجهزة الدولة. هي ما يتوقعه المهتمون بالشأن العام. بما يشعر المواطن أن صيحاته لم تتبدد. وأن الدولة ترعي شئونه وشجونه. لكن العكس ما نراه الآن. ما يكتبه محررو الأعمدة - ربما لأنها تكاثرت بحيث يصعب ملاحقتها - تلفظه العين فور أن تقرأه. أو يطرح حكمة غائبة عن وجود الأذنين. وهي أن ما يستمع إليه المرء في أذن يسقطه من الأذن الثانية.
دعه يكتب. دعه يمر. هي السياسة التي يحرص عليها الآن موظفو حكومتنا الرشيدة. بداية من الوزراء الذين يبشروننا في برامج التوك شو بالوعود وتوقعات المستقبل الجميل. ويتغاضون عن سلبيات الواقع. تواصلاً - بالطبع - مع الأجهزة الإدارية التي تلتزم - إزاء ما يطرح من مشكلات - صمتاً غير حكيم!
توقعت أن تجد كلماتي عن أصحاب المتاجر والحرفيين في الإسكندرية استجابة من المحافظ. لكنه اعتصم بحكمة الهند. التي تقضي بعدم الرؤية والسمع والكلام. ربما لأن مشغولياته بإعداد الولائم لأصدقائه من الوزراء لا تسعفه بأداء واجبه الوظيفي علي النحو الذي يأمله.. ونأمله!
المشكلة بسيطة. ويسهل حلها. مجرد أن يأمر المحافظ سادة المحليات أن يتخلوا عن أحكامهم القراقوشية سينهي متاعب الآلاف من أصحاب المتاجر في بحري والعطارين واللبان وغيرها من أحياء الإسكندرية.
كما أوضحت في كلماتي فإن المهني أو الحرفي أو صاحب الدكان في أحد أحياء المدينة عليه - إن أراد ترخيصاً. مجاوزة الحي الذي كان يدفع فيه الرسوم. ليدفعها مضاعفة إلي إدارة تابعة للمحافظة في سموحة.
من أولويات مهام المحافظ أن يزيح عن مواطنيه الاجراءات المتعسفة. وهو ما يبدو غريباً وغير مقبول في رفع رسوم استخراج الترخيص والتسجيل والإعلان بلا مبرر. وتقاضيها في إدارة بعيدة عن الحي الذي يتبعه المواطن. كأنما التنغيص علي عباد الله هواية ينتشي بها أباطرة محافظة الإسكندرية. يضيفونها إلي الصمت المتعمد علي سد المحال بالباعة الجائلين!
أخشي أن السادية التي تملي علي بعض صغار الموظفين قراراتهم. هي المعني الوحيد لهذا القرار الذي نغص علي آلاف المواطنين حياتهم.
الزيادة التي قررتها المحافظة. وشحططة الناس بعيداً عن أماكن عملهم. وعدم اتخاذ قرارات مماثلة لما اتخذه محافظ العاصمة من تخصيص أماكن للباعة الجائلين.. ذلك كله يحتاج إلي قرار من محافظ الإسكندرية يزيل الغمة عن قطاع كبير من مواطني عروس المتوسط!