الجمهورية
عبد الرحمن فهمى
من باعنا.. نبيعه!!
بداية أريد أحيي الإعلامي الشهير وائل الإبراشي الذي حافظ علي شعبية برنامج "العاشرة مساء" ثم زاده تألقاً وجذباً للمشاهدين.. كنا جميعاً مشفقين علي البرنامج الناجح بعد أن تركته بنتنا مني الشاذلي فإذا بوائل الإبراشي بديناميكيته ودبلوماسيته وحضور ذاكرته جعلت الناس تقوله له: كنت فين من زمان!!
وائل له خبطات إعلامية كثيرة.. ولكني توقفت عند برنامج كشف خلاله وكراً للخيانة مختبئاً في تركيا يضم خليطاً غريباً متناقضاً لا علاقة بينهم سوي الهجوم علي البلد التي ربتهم وأطعمتهم وعلمتهم سنوات طويلة!! خليط من أناس فشلوا في أعمالهم ووظائفهم فباعوا أنفسهم وأهاليهم ووطنهم للشيطان.
كانت المفاجأة بالنسبة لي ممثلاً كان بيننا بعض الأعمال الفنية.. فشل في بعضها ثم انقطعت صلتي به فإذا به يتحدث عن السياسة!! وهو ما يقال عنه إنه "أبيض جداً".. أبيض يعني رأسه بيضاء ليس فيها هذا الكلام "التخين" الذي يقوله الموتورون دون أن يعرفوا معناه ولا عواقبه!! قال هذا الممثل الفاشل كلاماً مكتوباً له لا يعرف مدلوله.. باع نفسه للأعداء.. فهو تعود كممثل أن يقول ما هو مكتوب له في الحوار الذي يجب أن يحفظه قبل أن يقف أمام الكاميرا.. لأن رأسه خالي من أية كلام ولا حتي كلاماً في الفن!!
* * *
المهم.. الذي أريد أتكلم عنه اليوم هو:
لماذا نترك هؤلاء بلا أي رد فعل.. ولا عقاب.. هؤلاء يستحقون عقاب عبدالناصر في الستينيات.. إسقاط الجنسية.. أغلي ما يملكونه ولن يجدوا البديل الذي يرضي قلوبهم ولا أقول ضمائرهم.. سنحرمهم من السنوات التي عاشوها في أجمل بلد في العالم.
كان جمال عبدالناصر يعاملهم معاملة الأب لأولاده..
السفارة أو القنصلية التابعين لها ستوجه لهم أقول "نداءً" لا إنذاراً.. لك أن تعود إلي وطنك وأهلك وأرضك خلال ستة أشهر دون أي عقاب ولا مجرد مساءلة عما فات.. وإذا لم تعد فالعقوبة هي إسقاط الجنسية التي لا تستحقها بمجرد مرور الستة أشهر من يوم تلقيك الإنذار.
* * *
هناك الآن محاولات لا حد لها لما يسمونه الصلح أو التفاوض أو فتح قناة تفاهم.. وردنا هو أن كل ما أدانته المحاكم أو لازال تحت التحقيق لا يسري عليه هذا القرار.. نحن دولة قانون.. ولابد من العقاب لمن ارتكب جريمة.
لكن هؤلاء المختلفين معنا في الرأي.. نحن لا نصادر رأياً ولا نمنع أحداً من كتابة رأيه حتي في الصحف القومية ملك الدولة.. ولا داعي لقلة الأدب أو الخروج عن المناقشة الموضوعية.. هؤلاء البلد مفتوحة لهم.. ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين.. مادمتم لم تمارسون العنف ولم ترتكبوا جريمة.. فلا خوف.. لا عقوبة بلا جريمة.
المهم.. لابد من تصفية الأوكار الإعلامية الخارجية.. وأنا علي يقين أن معظم هؤلاء الذين تورطوا في أمور عدائية إعلامية نادمون الآن وممكن عودتهم.. ومن يرفض.. من باعنا نبيعه.. وحرام أن يكون أخ لنا بنفس جنسيتنا التي يتمناها العالم.. والله معنا.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف