الأخبار
عبد القادر شهيب
شيء من الأمل .. نحن ساعدناهم في قتل النائب العام !
لن نتخلص من شرور هذه الجماعة وغيرها من الجماعات الإرهابية إلا إذا نجحنا في تجفيف منابع تجنيدها لمزيد من الشباب ونجحنا أيضا في افقادها القدرة علي تحويل هؤلاء الشباب

الأهم من كشف تورط جماعة الإخوان ومعها حركة حماس في اغتيال النائب العام السابق المستشار هشام بركات، هو كشف قدرة الجماعة علي إغواء شباب صغير السن وتجنيدهم للقيام بأعمال عنف وارهاب وقتل وتفجير وحرق.. فإن الأربعة الذين اعترفوا بأنهم قتلوا النائب العام من بينهم ثلاثة انضموا إلي جماعة الاخوان بعد ٢٠١١، والرابع تم تجنيده فيها عام ٢٠٠٧ وصار عضوا فيها عام ٢٠٠٩.. والأغلب أن الذين شاركوهم بالدعم اللوجستي وأشاروا إليهم في اعترافاتهم هم مثلهم أيضا، أي أعضاء جدد منذ وقت قصير في جماعة الاخوان، فهم كانوا زملاء لهم كما قالوا، وساعدوهم في توفير المال وأماكن الاختفاء وتجهيز المتفجرات وغير ذلك من مساعدات.
وهذا هو الأمر الأخطر والذي يتعين علينا أن نهتم به لأنه يعني الكثير الذي يساعد هذه الجماعة علي الاستمرار في إلحاق الأذي بنا..
فهو يعني انها مازالت تملك القدرة علي تجديد شبابها، بإغواء شباب جدد وتجنيدهم للانخراط فيها، والأخطر تحويلهم إلي إرهابيين مستعدين للقيام بأعمال عنف وارهاب في تلقيهم تعليمات تأتيهم من قياداتهم حتي ولو كانت هذه القيادات هاربة في الخارج.. وهنا تصير المواجهة مع هذه الجماعة ليست سهلة وتقتضي منا جهودا متنوعة ومتعددة ومكثفة، ابتداء من جهود الأمن الذي يتابع عناصر غير معروفة وغير موجودة مسبقا، وحتي الجهود الفكرية والثقافية الدينية الخاصة بمواجهة التطرف الديني، الذي صار هو السلاح الرئيسي الذي تستقطب به هذه الجماعة وغيرها من جماعة العنف والإرهاب الشباب وتسيطر عليهم وتحولهم إلي أدوات قتل وتخريب وتدمير.
وقد امتلكت جماعة الاخوان القدرة علي تجديد شبابها من خلال اغواء المزيد من الشباب والإيقاع بهم للأسف بمساعدتنا نحن الذين صرنا نحن المستهدفين بعنفهم وارهابهم.. فإن أغلب من أغوتهم الجماعة من بين المعترفين بقتل المستشار هشام بركات انضموا للاخوان خلال عامي ٢٠١١، ٢٠١٢ كما جاء في اعترافاتهم.. أي خلال الفترة التي أعقبت ما شهدته البلاد خلال العامين وكان أهمها تخلي مبارك عن الحكم وتولي محمد مرسي القيادي الاخواني رئاسة الجمهورية.. ففي هذا الوقت كان بعضنا للأسف الشديد يساهمون في تبييض وجه جماعة الإخوان وتجميل صورتها والترويج لها سياسيا وإعلاميا ومبايعتها علي حكم البلاد!.. لقد قام هؤلاء بتسويق هذه الجماعة لعموم المواطنين ليقبلوا بها ليس كمجرد جماعة موجودة في المجتمع، وإنما كجماعة تعد هي الأصلح والأفضل لحكم البلاد.. ولذلك يجب ألا نلوم فقط الشباب الذين أغوتهم الجماعة، وإنما يجب ان نلوم قبلهم هؤلاء الذين روجوا للجماعة بين الناس والشباب منهم وضللوهم بأنها جماعة ليست ارهابية وتحالفوا معها وأيدوا مرشحها في الانتخابات الرئاسية، وقبلوا بالعمل معه.. ولعل هذا ما يفعلونه الآن، أو بالأصح يكررون فعله، هؤلاء الذين يطالبون بمصالحة الاخوان ونسيان ما ارتكبوه من جرائم عنف وارهاب.. إنهم يساعدونهم من أجل أن تقوي جماعتهم وتقدر علي ايذائنا والاضرار بنا.. بل وساعدوهم في قتل النائب العام!
ولن نتخلص من شرور هذه الجماعة وغيرها من الجماعات الإرهابية إلا إذا نجحنا في تجفيف منابع تجنيدها لمزيد من الشباب ونجحنا أيضا في افقادها القدرة علي تحويل هؤلاء الشباب إلي أدوات قتل وتخريب وتدمير وتفجير وحرق وحتي ننجح يتعين ان نحصن الشباب ضد كل محاولات الغواية والاغراء من قبل جماعات وتنظيمات التطرف.. والتحصن هنا يجب ان يكون سياسيا وثقافيا وفكريا واقتصاديا أيضا.
إذن.. الأمر أكبر من مجرد تصويب الخطاب الديني وحتي مواجهة التطرف الديني مع الأهمية الكبيرة لذلك.. والأمر أيضا أكبر من مجرد تدريب بضع مئات أو حتي الآلاف من الشباب علي تولي مناصب قيادية.. كل ذلك بالقطع وبدون أدني شك مهم وضروري ولكن يتعين أن يسبقه أو علي الأقل يصاحبه جهد ضروري لمعرفة كيف يتم اغواء وتجنيد الشبان من قبل جماعات العنف والارهاب وفي مقدمتها جماعة الاخوان، حتي نقدر علي تحصينهم ضد هذا الغواء ولنحميهم من السقوط في شراك من يصطادهم ليستخدمهم كأدوات قتل وتخريب وتدمير.
إذا قمنا بذلك سوف نحرم جماعة الاخوان، وكل جماعات العنف والارهاب من ضخ دماء جديدة شابة في عروقها وبالتالي سنتمكن من ملاحقتها ومطاردتها من تجفيف الدماء في هذه العروق لتلفظ أنفاسها في نهاية المطاف ونتخلص من شرورها ونوقف عنفها وارهابها ونوفر لأنفسنا الأمن والأمان ونساعد اقتصادنا علي الخروج من أزمته.


تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف