أحمد جلال
الديكتاتورية تهدم الزمالك
ليس من الطبيعى أن يخسر الزمالك أمام الإنتاج بعشرة لاعبين، وبثلاثة أهداف مقابل هدف واحد، لكن الهزيمة كانت نتاجًا طبيعيًا، لتدخلات عليا فى تشكيل الفريق، وفرض للاعبين بعينهم على التشكيل، وتسديد لفواتير مساندة رئيس النادى فى حربه ضد أحمد حسام ميدو المدير الفنى السابق، الذى تحول إلى عدو شرس لرئيس النادى، عقب قرار إقالته من منصبه، على خلفية الهزيمة أمام النادى الأهلى بهدفين مقابل لا شىء.
ولا شك أن الإنتاج الحربى قدم مباراة كبيرة، بقيادة مديره الفنى المخضرم شوقى غريب، لكن طرد لاعب مؤثر فى خط الدفاع مثل لؤى وائل، نهاية الشوط الأول، كان من المفترض أن يمنح الزمالك أفضلية كبيرة، غير أن العكس هو الذى حدث، وتحول لاعبو الإنتاج العشرة، إلى «مردة»، ورغم هجمات الزمالك الشرسة، إلا أن ذكاء صلاح أمين، ومحمد ناجى جدو، قلبا هجوم الإنتاج الحربى، أدى إلى ترجيح كفة فريقهما، بهدفين آخرين، ليفوز الفريق العسكرى بثلاثة أهداف، وسط غيبوبة أحمد الشناوى، وعلى جبر، ومحمد كوفى.
الزمالك لم يخسر فنيًا، بقدر ما خسر معنويًا، بعد أن أصر رئيس النادى على أن يدفع بلاعبى الفريق دفعًا فى معركته مع ميدو، وظهر الشناوى حارس المرمى، ومحمود عبد المنعم «كهربا»، وزميله فى خط الهجوم باسم مرسى فى برامج تسهر حتى ما بعد منتصف الليل، من أجل الدفاع عن رئيس النادى، رغم أن توقيت مباراة الانتاج لم يكن يسمح بذلك، وكان طبيعيًا أن يهتز الشناوى، الذى كان بعيدًا عن التشكيل خلال آخر مباراتين للزمالك، بصرف النظر عن مشاركته الوهمية فى لقاء رديف بوركينا فاسو، مع المنتخب الوطنى، بينما كان مذهلًا للغاية أن يتم إبعاد حمادة طلبة عن التشكيل، من دون سبب واضح، والدفع باللاعب محمد عادل جمعة الظهير الأيسر البعيد عن المباريات منذ فترة طويلة، ونفس المنطق ينطبق أيضًا على طارق حامد، لاعب الوسط المدافع، العائد من إصابة طويلة، أبعدته عن الملاعب أكثر من شهر بالكامل، وبدا بدوره بعيدًا عن مستواه المعروف.
خسارة الزمالك أمام الإنتاج، والتى تعد الرابعة له هذا الموسم، بعد طلائع الجيش، والإسماعيلى، والنادى الأهلى، تؤكد مجددًا على أن رفع يد رئيس النادى عن كرة القدم، بات ضرورة ملحة، بعد أن تسببت تدخلاته التى اعترف بها بنفسه، فى مداخلة هاتفية، مع خالد الغندور، فى تخلف الفريق عن الصدارة، وضربت وحدة الصف التى كانت كلمة السر فى تفوق الزمالك، خلال الموسم الماضى، حينما كان الجميع على قلب رجل واحد.
ورغم أن الفارق بين القطبين، اتسع من جديد، إلا أن ذلك لا يعنى أن المنافسة تم حسمها للقطب الأحمر، لكن الخوف الحقيقى على أصحاب القميص الأبيض، من الضربات الداخلية التى تقدمها النيران الصديقة للمنافسين، ظنًا من أصحابها أنهم يحسنون صنعًا، من أجل الزمالك، بينما هم يخربون، ويسعون إلى الظهور فى كل لقطة، مهما كانت النتائج، وأيًا كانت العواقب!!