محمد نور الدين
برلمان.. "القوانين الجماهيرية"!!
مازالت المهاترات والتصادمات.. تستهلك الكثير من وقت وجهد مجلس النواب.. وتصرفه عن القيام كما ينبغي بواجباته الأساسية. وتعهداته الجماهيرية.. ويكفي انه بعد شهرين من انعقاد أولي جلساته.. لم تتجاوز عدد انجازاته أصابع اليد الواحدة.. في حين اكتظت القائمة "السلبية".. بالمشاكل الشخصية والسلوكيات المرفوضة. وصراعات الوصول الي المناصب الرئيسية..!!
لقد كان ومازال يحدو الأمل بأبناء الوطن.. أن يرتقي أداء المجلس الي تطلعات وطموحات الجماهير.. وأن يساهم بفاعلية وايجابية في مواجهة التحديات الشرسة.. لكن للأسف.. راح الوقت في جدل عقيم. وضاع الجهد في ممارسات وخلافات مرفوضة.. وتخبط الأداء في ظل شد وجذب. وتلاسن وتراشق بين النواب بعضهم البعض!!.. ليكتفي المجلس بانجازين.. أولهما اقرار القوانين الصادرة في غيابه.. وأهمها اسقاط عضوية مفجر الثورات وأستاذ المظهرية..!
حتي الآن.. الأمل باق.. ويأمل الجميع أن يصحح المجلس مسيرته. ويتكاتف ويتلاحم أعضاؤه. ويعلي كل منهم صالح الوطن والمواطن.. لاسيما وأن هناك قوانين حتمية.. لابد من مناقشاتها واصدارها.. تستهدف في المقام الأول حماية السلام الاجتماعي. ودفع عجلة التقدم والانتاج. وارساء قواعد العدالة الاجتماعية. وتلبية احتياجات الجماهير.
حماية السلام الاجتماعي. وحفظ كرامة المواطن.. يتطلب من المجلس الاسراع باصدار قانون "ضبط الأداء الأمني".. لكي يتم التخلص من "الأمناء" اياهم.. الذين تنوعت جرائمهم بين القتل. والبلطجة. والرشوة وتكوين خلايا غير شرعية داخل المؤسسة الأمنية.. وصاروا فعلا أكبر خطر علي مجتمع الحرية والعدالة..!
قانون الرياضة.. حلم المجتمع والأندية والهيئات والاتحادات.. لابد أن يجسده المجلس باقراره.. منعاً من تحكم سيادة وزير الرياضة.. الذي يبدو أنه يجد سعادته في تعيين هذا. وابعاد ذاك.. بحجة عدم وجود هذا القانون..!
أمل الجماهير.. عودة الروح للمدرجات.. وهذا لن يتحقق الا باصدار قانون مكافحة شغب الملاعب.. كما ان الجهاز الاداري في أمس الحاجة الي قانون يحفز الانتاج.. ويشجع التفوق والمهارة.. ويحد من التواكل والتكاسل.. ويرفع مبدأ الثواب والعقاب ويقر العدالة في أجلي معانيها.. وتلك كلها من أسمي مهام المجلس الموقر.
نفس الأهمية.. لقوانين "العمل الموحد". "الاستثمار". "الضرائب". "تعديل اجراءات التقاضي".. والتي تسهم بدرجة كبيرة في تقوية الاقتصاد القومي. وتدفع بعجلة التقدم الي آفاق أوسع.. وتحقق الأهداف المرجوة لكافة قطاعات الشعب.
إن الفرصة مازالت باقية وسانحة.. لكي يضطلع المجلس بمهامه ويفي بتعهداته وواجباته.. ويمتنع عن تضييع الوقت والجهد في قضايا شخصية وخلافات مضرة.. كما أن النواب أمامهم الطريق مفتوح لكي ينفضوا عن كاهلهم غبار الانا والنرجسية.. ولينحوا جانبا الصراعات والمآرب الذاتية.. ويخلصوا ويتفانوا ويتضامنوا ويتفاعلوا فحسب.. لحفظ وبناء ودعم الدولة المصرية.. والا حقا.. لا يستحق أي منهم شرف تمثيل المواطن الكادح..!!