المهمة ليست سهلة.. وجاءت في توقيت ازمة محكمة تمر بها جامعة الدول العربية.. وهي ليست الازمة الوحيدة ولا ربما الازمة رقم مائة التي تمر بها الجامعة.. ولكن أزمة الاجتماع السنوي التقليدي في شهر مارس من كل عام ازمة من نوع جديد.. ازمة تتعلق ببقاء او الغاء الجامعة.. المغرب قررت عدم جدوي اجتماعات الجامعة ووافقتها كل الدول العربية عدا دولتين لم تردا بالايجاب ولا بالسلب!!! ماذا تنتظر من اجتماع يرفض حضوره المجتمعون!!؟؟؟.. وفي نفس الاسبوع جاء من سويسرا من زيورخ بالذات ما يؤكد ان العرب لن يجتمعوا علي رأي ولن يتعاونوا للفوز بفرصة عالمية غالية جدا لن تتكرر مدي الحياة.. ماذا تنتظر بعد ذلك!!!
***
عزيزي الرجل الفاضل أحمد ابوالغيط
انت مقبل بعد ثلاثة اشهر وعشرين يوما علي مهمة "مستحيلة"!!! فماذا أنت فاعل؟؟ ولم يتفق العرب علي رأي أو موقف واحد منذ ثلاثة ارباع قرن.. بل علي الاصح قبل إنشاء الجامعة ولا خلالها!!!
فماذا انت فاعل؟؟؟... هناك اتفاقيات وبروتوكولات اقتصادية وسياسية وتجارية وامنية.. بل ورياضية ايضا لم يتم تنفيذ اي بند واحد منها.. فماذا انت فاعل؟؟؟ هناك مشروعات عالمية استعمارية صهيونية لتفتيت الدول العربية اعضاء الجامعة.. والاستعمار يلقي بكل ثقله العسكري والارهابي والاعلامي في المنطقة الان... فكرنا في تكوين قوة عسكرية مشتركة لمواجهة اي اعتداء بل ومحاربة الارهاب داخل اوكاره.. اجتمعت الدول التي تستطيع ان تقدم نصيبا ما في هذه القوة المشتركة.. ظلت الاجتماعات تحاول الوصول الي قرارات محددة لدرء الخطر عن كل الدول العربية بلا استثناء فلم تسفر اجتماعات هذه اللجنة عن اية قرارات.. حتي وضع خطة لمواجهة الاعداء لم تستطع الدول ان تضعها بالتضامن رغم ان المسألة حياة أو موت.. فماذا انت فاعل؟؟؟
***
عزيزي الرجل الفاضل أحمد أبوالغيط
لا اريد أن تيأس.. ولا أن تعتذر.. فقط امامك ثلاثة أشهر وعشرون يوما للتفكير والدراسة واخذ المشورة ولا خاب من استشار - لم تلحق بطرس غالي مع الاسف - ولكن التفكير بهدوء بعيدا عن المنصب نفسه والمكتب والروتين.. ممكن ان تدرس حلولا لانقاذ هذا المبني الضخم من مجرد أهرامات يتم زيارتها مرة كل عام!!!!.. الي هيئة لها كلمتها واحترام قراراتها... هيئة لها هدف محدد.. عودة الحياة للعرب بعد ان نعاهم نزار القباني في قصيدته المشهورة..
لا تقل لي ان هيئة الامم المتحدة ومجلس الامن لا تحترم الدول قراراتهما.. وكثيرا جدا تخالف دولة ما قراراتهما وامامنا اسرائيل وايران كمثل واضح سئ.. لا .. هناك هيئات تخشاها الدول بل كل الدول وعلي رأسها اتحاد الكرة الدولي "الفيفا" الذي خسرنا رئاسته بثلاثة اصوات فقط!!! من أكثر من 200 صوت لان جامعة الدول العربية لم تجتمع علي اي مستوي لاتخاذ قرار توحيد كلمتنا امام العالم!!!! وكنا فضيحة أمام العالم كله!!!
***
عزيزي الرجل الفاضل أحمد أبوالغيط
صدقني المهمة ليست سهلة كما قلت في البداية.. ولكن امامك فرصة العمر كله.. بعد الدراسة اتخذ القرارات التي تجعل من الجامعة هيئة لها كلمتها علي مستوي الاعضاء ومستوي العالم كله.. ممكن الاجتماع بالاعضاء الدائمين لتعديل اللائحة واثبات الوجود!!!
ممكن ان تكون الجامعة لها كلمتها في كل مشاكل العالم دون انتظار للملوك والرؤساء.. عندك الاعضاء الدائمون وكلمتهم هي كلمة العرب كلهم.
اذا وجدت معارضة او صعوبة لكي تثبت وجود الجامعة عربيا وعالميا.. لاي سبب من الاسباب.. قل لهم: السلام عليكم ورحمة الله.. باب التاريخ مفتوح لكل من يريد الخير لبلده ويرضي ضميره.. وتكون ثاني امين عام للجامعة استقال منذ انشاء الجامعة.
كان عبدالرحمن باشا عزام اول امين عام.. واستقالته لها قصة مشهورة فإلي مقال آخر.