الأهرام
صبرى الموجى
لقاء النيل والرافدين
تشير الوثائق التاريخية والمخطوطات إلى أن العلاقات بين حضارتى الرافدين ووادى النيل هى علاقات تاريخية تعود إلى أيام الحضارة السومرية فى العراق والحضارة الفرعونية فى مصر.
وقد ظل العراق لعقود طويلة موطنا للمصريين، وكذلك مصر موطنا للعراقيين، وسميت قرى ومناطق بأكملها فى العراق الشقيق بأسماء مصرية، عاش فيها ملايين من الفلاحين المصريين، كما زينت أسماء عراقية أهم شوارع قاهرة المعز. وبقيت قلوب المصريين معلقة بالعراق، نفرح لأفراحه ونجزع لأحزانه. وإن ذهبت إلى أى قرية مصرية فى دلتا مصر أو صعيدها فلن تجد بيتاً مصرياً لايحمل عبقاً من أرض الرافدين، وحب المصريين للعراق أصيل يعود إلى مئات بل آلاف السنين، فهى أرض الخلافة الزاهرة ومركز الإشعاع الحضارى والثقافى والعلمى العربى والإسلامى، الذى طالما ألهب خيال وعشق المصريين.كان العراق لعقود طويلة قبلة لعلماء وشعراء وفنانى مصر وفنييها، الذي ساهموا في بناء نهضة العراق، والذين يجب أن يكونوا اليوم الذخيرة لإعادة الإعمار في العراق الشقيق. وفي ظل المخاطرالكبرى والمؤامرات الخبيثة التى تهدد وجود ومستقبل العالم العربى، لامفر لبلاد الحضارات فى مصر والعراق من التوقف ملياً أمام هذه المؤامرات وتلك المخاطر، وعلى شعوب ومفكرى وسياسيى وقادة العراق ومصر إدراك أن تعاونهما وتكاملهما طوق نجاة ليس فقط للعراق ومصر لكن لبقية العالم العربى كله. ليس هذا بأمنية خيالية لكنه ضرورة حتمية يفرضها التاريخ المجيد, وكذلك الحاضر المحفوف بمخاطر جمة..أتمنى ألا تقتصر الزيارات الرئاسية والوزارية والاتفاقات والبروتوكولات التي تتم بين العراق ومصر على مجرد المراسم الدبلوماسية، بل ينبغي أن تنطلق العلاقات المصرية العراقية إلى آفاق أوسع تمس حياة المواطن فى البلدين. وعلى القادة فى البلدين ترجمة كل ما سبق إلى سياسات وقرارات تفتح الطريق أمام المصريين للعمل والاستثمار فى العراق, وكذلك للعراقيين للعمل والاستثمار فى مصر.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف