مرسى عطا الله
عبد الناصر.. وعبد المنعم رياض!
بعد أسابيع قليلة من هزيمة يونيو 1967 جاء إلى مصر وفد عسكرى سوفيتى رفيع المستوى برئاسة المرشال زخاروف رئيس هيئة أركان الجيش السوفيتى بناء على طلب الرئيس الراحل جمال عبدالناصر لدراسة أسباب الهزيمة مع القادة المصريين خصوصا أن حملة عاتية كانت قد انطلقت فى مصر تتهم السلاح السوفيتى بأنه سبب الهزيمة وأنه أقل قدرة وكفاءة من السلاح الأمريكى الذى تتسلح به إسرائيل.
وظل زخاروف فى مصر لعدة أسابيع حتى تم الانتهاء من بناء خط دفاعى على طول جبهة قناة السويس بمقدوره أن يردع الاستفزازات التى كان يقوم بها الجنود الإسرائيليون على الشاطيء الشرقى للقناة وقد تحمل هذه المسئولية بجدارة الفريق عبد المنعم رياض رئيس هيئة أركان حرب القوات المسلحة المصرية.
وربما لا يعرف الكثيرون أن عبدالناصر سأل رياض سؤالا محددا عما انتهت إليه محادثاته المكثفة مع زخاروف فأجاب رياض لقد اتفقنا واختلفنا حول أشياء كثيرة بينها كمية ونوعية السلاح ومخزون الذخائر لكن الشيء الوحيد الذى اتفقنا عليه تماما أن السلاح المتطور الذى نسعى للحصول عليه يتطلب تجنيد حملة المؤهلات العليا الذين لديهم القدرة على استيعاب الأسلحة التكنولوجية الجديدة وانتهاء التدريب عليها فى زمن قياسي.. ووافق عبدالناصر فورا على رأى رياض وجرى استدعاء كل حملة المؤهلات العليا ممن هم دون سن الثلاثين للتجنيد... وكان كاتب هذه السطور واحدا من عشرات الألوف الذين انخرطوا فى سلك الجندية قبل نهاية عام 1967.
كان الفريق عبدالمنعم مؤمنا بشيئين أساسيين لبلوغ النصر أولهما أن يكون القادة فى مقدمة الصفوف وأن يترسخ اليقين بأن الحرب ليست سلاحا فى الأيدى وإنما العبرة بالرجال الذين يحملون السلاح بعد إعدادهم وتدريبهم ووضع الخطط المناسبة والواضحة أمامهم.
وفى يوم 9 مارس 1969 كانت الجبهة مشتعلة بالنيران فى بداية حرب الاستنزاف وتقدم عبدالمنعم رياض إلى الخط الأول فى موقع المعدية رقم 6 بالإسماعيلية لتصيبه شظية غادرة استشهد على أثرها لكنه باستشهاده أوقد الشرارة الأولى لمعركة العبور العظيمة يوم 6 أكتوبر 1973.. وأصبح 9 مارس عيدا للشهيد.
خير الكلام:
<< وَإذا لم يَكُنْ مِنَ المَوْتِ بُدٌّ فَمِنَ العَجْزِ أنْ تكُونَ جَبَانَا!