الوفد
علاء عريبى
رؤى -مداخلات الرئيس للقنوات الخاصة
أغلب الذين تابعوا مداخلة الرئيس السيسي بقناة أوربت مساء الاثنين الماضي تساءلوا: لماذا لم يخص الرئيس السيسى تليفزيون الدولة بمداخلته؟، لماذا فضل أن يخاطب المصريين من خلال قناة عربية مشفرة لا يتابعها غير القادرين؟، ولماذا يختص دائما القنوات الخاصة بمداخلاته ويتجاهل قنوات التليفزيون الرسمى الذى يتم تمويله من أموال الشعب؟، هل لأنه يعتقد بأن الشعب المصرى قد انصرف عن تليفزيون الدولة؟، هل لأنه يظن أن نسبة المشاهدة أكبر للقنوات الخاصة؟، هل مداخلته لبرنامج القاهرة اليوم يعد رسالة مساندة لمذيع البرنامج في خلافه مع مرتضى منصور؟، لماذا يخاطب الرئيس المصريون من خلال قنوات رجال الأعمال ويتجاهل قنوات الدولة؟
اختلف المصريون حول دوافع الرئيس السيسى، البعض رأى أنه يحاول بعث رسالة للإخوة العرب، البعض الآخر قال إنه كان معنيا بالمصريين المقيمين فى الخارج، البعض الثالث أكد أنه خاطب جميع المصريين من خلال القناة السعودية، فهو يعلم أن الشباب المصرى عفاريت، يستخدمون الوصلات ويسجلون الفقرات المهمة ويبثونها على مواقع التواصل الاجتماعى، البعض الرابع رأى أن الرئيس السيسى تعمد الحديث لعمرو أديب بهدف دعمه ومساندته فى معركته ضد مرتضى منصور.
ورغم اختلاف الآراء حول دوافع الرئيس إلا أنهم جميعا اتفقوا على أنه كان يجب على الرئيس أن يخص التليفزيون المصري بمداخلاته، خاصة وأنه لم يقم بأية مداخلات مع برامج تليفزيون الدولة، وقالوا إن رئيس الدولة يجب أن يخاطب المصريين والعرب والعالم أجمع من خلال التليفزيون الرسمى، والحديث عن انصراف المصريين عن تليفزيونهم لمروره بظروف قاسية، فهذا لا يعنى أبدا أن يتجاهله رئيس الدولة، والمفترض أن يسعى إلى مساندته وتقويته، ومداخلة مثل هذه سوف تلفت نظر الشباب والمشاهد المصري إلى أهمية القنوات الرسمية التى ينفق عليها من الضرائب التي تستقطع منه.
ولا أخفى عليكم أنني أتفق تماما مع من انحازوا إلى قنوات تليفزيون للدولة، ومهما كانت دوافع الرئيس فهناك قناة شرعية ورسمية يجب أن يبعث رئيس الدولة رسائله من خلالها، سواء كانت هذه الرسائل للإخوة العرب أو الأجانب أو للمصريين المغتربين أو للشعب المصري، وللرئيس الحق والحرية بعد ذلك في القيام بمداخلات للقنوات الخاصة والعربية والأجنبية، لكن الأساس هو تليفزيون الدولة مهما كانت ظروفه وحالته.
وما يجعلنا نشدد على هذا الرأي أن المداخلة التى قام بها الرئيس كانت على قدر كبير من الأهمية، حيث انه كشف عن العديد من المشروعات التى تقام ولا نعرف عن أغلبها شيئا، وهو ما يعنى تقصير الحكومة فى الاتصال بالمواطنين، وكان من المفترض أن تكشف الحكومة والرئاسة منذ فترة كبيرة عن المشروعات التى تقوم بها لبث الطمأنينة فى نفوس الشباب، وأضعف الإيمان أن تخطر المسئولين عن تليفزيون الدولة بتصوير مواقع العمل بشكل دائم وبثه للمواطنين، خاصة وان الرئيس يعلم جيدا أن برامج التوك شو فى القنوات الخاصة، هى برامج شديدة المحلية وتعتمد على الجرائم والخلافات والعلاقات، ولا يبتعد أفقها أبعد من دائرة علاقات ومصالح المذيع وصاحب القناة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف