المساء
خالد السكران
لمن يفهم -تذكرة المترو.. خط أحمر
منذ أن تولي وزير النقل مهام منصبه بدا وكأنه في عداوة مع المواطنين خاصة البسطاء والغلابة وخرج علينا المتحدث الرسمي باسم وزارة النقل معلناً مراراً وتكراراً ان قيمة تذاكر السكة الحديد ضعيفة قياساً بنفقات الهيئة ولا تتناسب مع الخدمة التي تقدم لجمهور مستخدمي هذا المرفق الحيوي والمهم جداً ليس للأغنياء أو متوسطي الدخل فقط ولكن للغلابة الذين "رضوا بالهم والهم مش راضي بيهم" فقد تعود هؤلاء المواطنون علي ركوب قطارات الضواحي والأقاليم في عز برد الشتاء والشبابيك بدون زجاج وأبواب عربات القطار لا تغلق واللمبات سرقت ولم يتمردوا عليها وتحولت العلاقة بين الراكب والقطار غير الصالح للاستخدام إلي حالة عشق وأعتقد أن هذا المواطن البسيط سوف يشعر بغربة مع العربات التي عشقها إذا ما تم تحديثها مع ان ذلك حق أصيل له خاصة في دولة مثل مصر تعيد بناء المستقبل ربما يحترم حقوق الإنسان وكرامته وكان يجب علي السكة الحديد ووزارة النقل تطوير القطارات قبل رفع قيمة التذكرة وهذا لم يحدث ومن يقول غير ذلك عليه ان يستقل أي من قطارات الضواحي ليتأكد من صدق ما أقول.
* لم يمر وقتاً طويلاً حتي علت الأصوات داخل وزارة النقل للمطالبة برفع قيمة تذاكر المترو. وكثرت الأقاويل حول قيمة تلك الزيادة وإحقاقاً للحق لم يكن ذلك في عهد الوزير الجيوشي ولكن طالب بذلك أكثر من وزير سابق والحجة كل مرة ان القطارات سيتم تحديثها وستصبح جميعها مكيفة ونحن مع التطوير والتحديث ولكن لسنا مع ظلم المواطنين الغلابة الذين أصبح المترو الوسيلة الوحيدة لنقلهم في قلب العاصمة وضواحيها والرابط بين محافظتي الجيزة والقليوبية مع العاطمة وشطح خيال الغلابة مطالبين بمد المزيد من الخطوط إلي المناطق التي لم تحظ بذلك مدركين انه وسيلة سريعة وآمنة ومنضبطة والأهم التذكرة بجنيه توفر لهم عدة جنيهات أخري لو أرادوا استخدام سيارات الميكروباص أو الأتوبيسات.. يا سادة أخشي كل ما أخشاه ان تقتنع الحكومة بمطلب المسئولين في وزارة النقل الذين يلحون في المطالبة بزيادة قيمة تذكرة المترو خاصة ان رئيس مجلس الوزراء قال في لقاء له مع عدد من الإعلاميين إنه إذا تمت زيادة تذكرة المترو سيتم زيادتها بخمسين قرشاً لتصبح بجنيه ونصف الجنيه ومن المؤكد ان ذلك سيكون بداية وسنستيقظ يوماً لنجدها بـ 3 جنيهات كما يتردد الآن.
في إحدي المرات قابلت راكب مترو علي محطة حلوان فأخبرني انه وأولاده الأربعة بالجامعة يستخدمون المترو في تحركاتهم أي ينفقون يومياً عشرة جنيهات ذهاباً وإياباً وان رفع قيمة التذكرة إلي ثلاثة جنيهات سيحمل ميزانيته يومياً 20 جنيهاً إضافية يعني 600 جنيه كل شهر مع ان راتبه 1850 جنيهاً فقط.. "بس خلاص".
* ولأننا في حضرة وزارة النقل صاحبة الإبداع في التاكسي النهري وصاحبة السلطة والجاه التي فرضت إرداتها في إعادة تشغيل المقطورات مرة ثانية وأصبحت تسير علي الطرق وسائقيها "فاتحين صدورهم" علي خلق الله أرجو ان يراجع المسئولون عن النقل أرقام الحوادث التي وقعت علي الطرق العامة والسريعة والفرعية منذ ان خرج علينا المتحدث الرسمي باسم وزارة النقل ليعلن علي الملأ ان سيارات النقل بمقطورة لا تتسبب في أكثر من 7% من حوادث الطرق وعند مراجعة محاضر الحوادث التي حدثت علي الطرق المصرية منذ ذلك التاريخ وحتي الآن سوف يتأكد له ان حوادث الطرق سببها سيارات النقل بنسبة 100% والحقائق لا تكذب وكم أتمني أن يراجع كل واحد فينا تصرفاته وتصريحاته وحينما يجد نفسه مخطئاً يبادر بتصحيح الخطأ ولا داعي للمكابرة لأنها آفة كفيلة بالقضاء علي الأمن والاستقرار.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف