محمد عمر
رؤية -يوم وعيد.. والرجل بعيد
احتفل العالم أمس بيوم المرأة.. وبعد أيام سوف يحتفل بعيد الأم.. وما بين اليوم والعيد نقرأ عن كثير من دعوات المرأة التي تطالب بالمساواة بينها وبين الرجل في الحقوق فقط وليس الواجبات وكأن الرجل هو المستحوذ علي جميع الحقوق في المجتمع رغم أن من ينظر لحال الجنسين يجد أن المرأة تم إنصافها في كثير من القوانين بل وتفضيلها علي الرجل في أغلب الأحيان مما جعل العديد من الجمعيات تنتفض للدفاع عن حقوق الرجل في محاولة لاستنهاض شخصية سي السيد من جديد التي بدأت ملامحها تتلاشي في ظل صعوبة وجود زوجة تقدس الحياة الزوجية وتفضلها علي العمل كالست أمينة زوجة سي السيد التي كانت تطيع زوجها وتقدس حياتها معه.
الطريق أن كاتبنا الكبير الراحل مصطفي أمين عندما خصص عيداً للأب المصري علي غرار الأم لم يجد استجابة من أحد ولم نعد نسمع عن هذا الاحتفال شيئاً عكس الأم التي تستحوذ علي الكثير من التكريم والهدايا في عيدها.. ونحن هنا لا نبخس حق الأم ـ لا سمح الله ـ ولكننا نطالب بالاعتراف بحق الأب كذلك وبدوره الشاق في السعي من أجل لقمة العيش في هذا الزمن الصعب بعد أن أصبح مجرد ديكور في الشقة أو بمعني أصح "بركة البيت".
لا شك أن هناك اتجاها سائداً في المجتمع العربي عموماً يشير إلي أن الرجل فقد كثيراً من قوامته داخل الأسرة بسبب التشريعات التي أنصفت المرأة وأجحفت حق الرجل وقللت من احترام زوجته وأولاده له وحولته لكم مهمل في المنزل بعد أن صارت تلك التشريعات سيفاً مسلطاً علي رقبته تهدده به المرأة وقت اللزوم.
ليس معني هذا أننا نطالب بعودة ديكتاتورية سي السيد واستبداده بالرأي وإنما نطالب بالاعتدال في العلاقة بين الرجل والمرأة فهما في النهاية شريكان في تكوين أسرة وتربية أبناء ويجب أن تسود بينهما روح التعاون في العمل والمنزل ومشاعر المودة والرحمة.. فالعملية ليست فرد عضلات من طرف ضد آخر بل لكل منهما حقوق يجب أن يحصل عليها بالعدل وفقاً لما أمر الله به لأن المعاشرة بالمعروف أساس متين لصرح الأسرة الشامخ والتي تقتضي قيام كل من الزوجين بأداء ما عليه من واجبات هي في ذاتها حقوق الآخر وتعتبر عنواناً للاحترام المتبادل الذي يجب أن يسود الحياة الأسرية حتي تعم السعادة جميع أفرادها.
عموماً المرأة لا ينكر أحد دورها فهي الأم والزوجة والأخت والابنة والحبيبة وجميعنا نعرف أن "وراء كل رجل عظيم امرأة".. ولذلك نقول لها كل يوم وأنت بألف خير.
إشـارة حمـراء
اسقاط عضوية مجلس النواب عن توفيق عكاشة جرس إنذار لبعض "المتحذلفين" الذين يرون أنهم أوصياء علي الشعب المصري وأن الدولة لم تنجب سواهم في المفهومية والحداقة.. فمن الممكن أن يلقوا نفس مصير عكاشة إذا استمروا في الخروج عن النص.. لاسيما بعد أن عرف أعضاء المجلس كيف يتخلصون ممن يسيئون إلي مصر قولاً وفعلاً.