جلاء جاب اللة
الرئيس.. "مظلوم".. ومن يدافع منافق!!
* عشرون شهرا تقريبا مرت علي تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي.. والمطلوب منه أن يصحح أخطاء وخطايا عشرات السنين.. وأن يحقق طفرة في المجتمع المصري واذا لم يفعل ذلك فهو لم يفعل شيئا.. واذا حاول أحد أن يفسر ويشرح بشكل دفاعي عن انجازات الرئيس فانه متهم فورا بالنفاق السياسي ومحاولة كسب رضا السلطة.. أما من ينقد وينتقده ولا يقدم حلولا.. أو يقدم حلولا غير منطقية ولا تصلح لمجتمعنا.. فهو ناشط ونشط ومدافع عن الحق..!!
هكذا الحال في مصر.. هناك من يحاول إثارة اليأس.. واشاعة حالة من عدم الرضا بين الناس ساعدهم في ذلك حالة "الدولار" الذي ارتفع لأخطاء في قرارات صدرت واستغلال للحالة وتآمر ضد الاقتصاد.. اجتمع الثالوث: الأخطاء والاستغلال والتآمر علي الدولار ليرتفع هذا الارتفاع الجنوني فترتفع الأسعار.. كل الأسعار حتي الطماطم ارتفع سعرها واذا سألت البائع عن سبب هذا الارتفاع يقول لك: الدولار؟!!!
** نعود للرئيس "مظلوما".. فهل ما أقوله محاولة للدفاع عنه؟ اعتقد أن هناك من هم أقدر علي ذلك مني وأعلم بأسرار الدولة مني لكن هنا فقط أحاول الحرب ضد اليأس.. وضد الاحباط.. وأحاول أن ننظر الي ما حدث من انجازات بنظارة الواقع والأمل.. وأن نري الكوب بنصفه الممتليء وليس بنصفه الفارغ!!
تعالوا نحسبها معا:
أولا: العلاقات الخارجية المصرية.. ما حدث فيها انجاز بكل المقاييس حيث تغيرت صورة مصر برغم الارهاب.. وأصبحت مصر عضوا بمجلس الأمن وعادت لدورها الأفريقي وحاربت وتحارب علي كل الجبهات وأحيت دورها مع دول آسيا خاصة الشراكة مع الصين والعلاقات المتميزة مع اليابان وكوريا ودول آسيا الاسلامية.. والندية في التعامل مع أمريكا وأوربا.
ثانيا: المشروعات الكبري العملاقة التي تحققت وبدأت مصر في تنفيذها باصرار وهي شاهد علي الانجاز خاصة قناة السويس ومحورها والمشروعات الأخري الكبري واعادة المصانع للدوران واستصلاح 5.1 مليون فدان وغيرها من المشروعات.
ثالثا: استكمال خريطة المستقبل بمجلس النواب وان كان هناك لغط كبير حول المجلس الذي تم اختياره بارادة شعبية كاملة 100% دون تدخل في خيارات الشعب. فهذا التشكيل النيابي هو اختيار الشعب.. وبرغم كل السلبيات التي ظهرت الا أن هناك بوادر ايجابية كثيرة في العمل النيابي ولا يمكن أن نحكم علي هذا المجلس في شهرين أو ثلاثة. فالحكم يجب أن يكون في نهاية عمله.
رابعا: الجيش المصري العظيم الذي حافظ علي الدولة وساهم ويساهم في كل مجالات الجياة.. وكيف تم تجديد تسليحه وتنوعه ليكون الدرع الواقية لمصر علي الحدود كما كان درعها في الداخل ليحمي ثورتي 30 يونيو و25 يناير قبلها.
خامسا: برغم أزمة أمناء الشرطة وبعض تجاوزات رجال الشرطة هنا وهناك.. ألم نشعر الآن بتحسن الأداء الشرطي جنائياً ومرورياً علي كل المستويات وهناك رؤية جديدة حاليا لاعادة الشرطة المصرية للشعب وفي خدمته.
سادسا: هناك رؤية كاملة ومتكاملة لسيناء و14 مشروعا كبيرا لتنمية سيناء بدأنا فعلا في بعضها كمطار الملز والمصانع والمدينة المتكاملة في جبل الحلال وتضم جامعة عالمية.. وتطوير العريش والمناطق السياحية في كل سيناء والتعدين وغير ذلك.. وكلها مشروعات عملاقة في خدمة مصر وأمنها وتنميتها.
سابعا: عودة الروح للعمل في المحافظات بشكل واضح وقيام عدد كبير من المحافظين بدوره في خدمة المجتمع وتصحيح كثير من الأخطاء التي عاشتها مصر في السنوات الأخيرة.
** كل هذه الانجازات وغيرها ـ كالطرق والكباري والتطور في المدن ولا مجال الآن لحصر هذه الانجازات ـ ألا تكفي لصنع الأمل ونشر الأمل في ربوع مصر والتأكيد علي أن الغد سيكون أفضل بكثير؟
** كل هذه الانجازات وغيرها ألا تكفي لتؤكد أن ما حققه السيسي خلال عشرين شهرا فقط أو أقل كان في حاجة الي عشرات السنين ليتحقق مما يعني أن الأمل كبير جدا في الغد وأن القادم أحلي؟
** إذن أين هي المشكلة؟
تتحدد الأزمة في أربعة عناصر.. الأول هو غياب التنسيق السياسي والاعلامي بين أجهزة الدولة.. فالرئيس ليس هو المسئول عن تأخير الحكومة في تقديم برنامجها.. ولاشك أن غياب ابراهيم محلب عن الصورة في العمل التنفيذي أثر سلبا ولكنه مازال يعطي ويعمل باخلاص في مجالات أخري والحمدلله.. ولاشك أن الرئيس ليس مشغولا عن هذا اللغط الذي حدث في بداية العمل البرلماني وليس مسئولا عن هذه النظرة الغريبة ـ بل والمريبة ـ لدي البعض في ابراز السلبيات وكأنها هي الواقع الوحيد في مجتمعنا وتغيب الايجابيات وكأنها غير موجودة.
الاعلام مسئول مسئولية مباشرة عن اشاعة الأمل وتقليل نسب الاحباط.. بعض الاعلاميين ـ وهذا حقه ـ ينجذب الي السلبيات والأحداث السلبية والمشاكل والأزمات لابرازها.. ويتجاهل تماما الايجابيات وكأنها رجس من عمل الشيطان..!!
الغياب الاعلامي هذا ليس مقصودا.. بل هو بحث عن نسب المشاهدة التي غابت. كما ان وسائل التواصل الاجتماعي والعالم الافتراضي علي النت يهوي الفضائح والمشاكل والأزمات بل ويختلق بعضها ويزيد من حجم البعض الآخر بشكل مريب.. كل هذا يساهم في اشاعة اليأس وقتل الأمل.
العنصر الثاني: هو الحكومة الحالية وغيابها عن التواصل مع الشارع المصري كما كان يفعل ابراهيم محلب.. وحتي انجازاتها وأعمالها الجيدة لا يشعر بها أحد وما شعر به الناس هو السلبيات كما حدث مع القرارات التي رفعت سعر الدولار فأثرت علي معيشة الناس سلبا.
العنصر الثالث: هو غياب الرؤية السياسية المتكاملة عن كل الانجازات.. ونحن نعيش حالة تربص لكل عمل مصري سواء كان هذا التربص داخليا أو خارجيا مما يستدعي ضرورة وجود خيط سياسي واضح يربط بين كل الأجهزة وكل الانجازات ويمنح كل عمل حكومي وغير حكومي بعدا سياسيا يهتم بالانسان المصري.
العنصر الرابع: هو غياب منظومة العمل من أجل الانسان أولا.. فنحن نعمل في مشروعات كبري كلها من أجل مصر لكننا نترك الانسان نفسه في أزمات نفسية وتعليمية ودينية ومعنوية وهي تؤثر بالسلب علي رؤيته نحو كل انجاز.
** أعود الي بداية المقال فأنا لا أدافع عن الرئيس فانجازاته كافية للدفاع عنه ولكن عندما نجد أحدا يهاجم وينتقد بشدة بدون وجه حق.. فهذه حرية اعلامية ولكن عندما يتصدي أحد للرد بموضوعية فلا يجب أن نتهمه بالنفاق.. لأن الحق لا يفرق بين رئيس ومرءوس.. وكلمة الحق فوق الجميع.. دعونا نعترف بكل الانجازات كما ننتقد كل السلبيات ولا ننظر لأحوالنا بنظارة سوداء.. اشيعوا الأمل فمصر تتحسن وتتطور وحققت انجازات كانت تحتاج الي سنين طويلة.. والقادم ان شاء الله أحسن وأفضل لأن الله يحميها والمصريون يستحقون الأفضل.