الأهرام
على بركة
رحلة الميلاد والموت
على غير موعد تومض وتنطفئ رحلة الحياة .. ففى الوقت الذى يولد فيه الطفل الصغير إذا بنجوم عالية تركب مركبة الموت وتمضى فى شموخ وعِزة .حدث هذا منذ ساعات , فقد افتتح المهندس خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة البطولة الدولية للتايكوندو فى الأقصر قبل ان يتوجه الى المطار سريعا عائدا للقاهرة, ومن المطار الى المستشفى لرؤية حفيده الأول «عز الدين « ..وبعد أن أستجمع قواه توجه من المستشفى لأداء واجب العزاء فى أثنين من أهم الشخصيات التى فقدناها فى مجال الرياضة هما الكابتن حسن مختار نجم الاسماعيلى الدولى القديم ومدرب حراس المنتخب الوطنى , وحسين العشى رئيس نادى السويس السابق والمؤرخ والأديب ورائد الصحافة الاقليمية بالسويس .وما بين الربيع والخريف تتجمع كل المتناقضات .. حيث الاحتراق والعطاء , والصمت والغناء , والموت والحياة .لم يكن حسن مختار حارسا او مدربا عظيما فحسب .. لكنه ايضا كان انسانا عظيما دمثا متواضعا .. عاصرته عن قرب فى كثير من رحلات المنتخب خارج مصر , ووجدته فى كل مواقفه قمة الرجولة والشهامة واحترام النفس .وفى السويس كان حسين العشى الذى يمكن وصفه بأنه «حدوتة مصرية», إذ كان بمقدوره ــ لو أراد ــ ان يصبح اكثر شهرة وبريقا بما يمتلك من موهبة فى الكتابة وقدرة على التأريخ شرط أن يترك السويس ويقيم بالقاهرة .. لكنه لم يفعل عن حب لتراب السويس وعشق لاهلها المحترمين الطيبين .. وقد رأس نادى السويس فترة ليست قصيرة وضعت النادى فى مصاف الاندية الكبيرة , كما كانت كتبه التاريخية هى المصدر الاول لكل الاعمال الدرامية التى تم تقديمها للشاشتين الصغيرة والكبيرة والتى كانت تتحدث عن أمجاد وبطولات أبناء السويس العظام .رحم الله حسن مختار وحسين العشى وأنتظر اطلاق اسميهما على اى من الشوارع التى عاشا وكافحا فيها بمحافظتى الاسماعيلية والسويس .. وهذا بنظرى اقل تقدير لما قدماه من عطاء لمصر ..
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف