محمد جبريل
ع البحري .. مسلمو ميانمار .. مسئولية من ؟!
احزنني. وربما عانيت ما هو أشد من الحزن للبيانات التي اصدرتها منظمات سياسية أوروبية. تطرح فيها قضية مسلمي الروهينغا وما يعانيه أبناؤها في ميانمار. سواء من النخبة العسكرية. أم رجال الدين البوذيين. أم الشركاء في المواطنة من أبناء الوطن معتنقي الديانة البوذية.
ميانمار عضو في الأمم المتحدة. لكنها تخرج عن المبادئ التي قامت عليها المنظمة العالمية. وفي مقدمتها حرية العقيدة. يواجه مسلمو البلد الآسيوي - منذ سنوات - حرباً عنصرية. شملت المصادرة والقتل والتدمير والنفي وغيرها من الأساليب الباطشة التي تجعل من الوجود الإنساني لأعداد هائلة من المواطنين غير متاح. فكل الممارسات البشعة ضد المسلمين علي الهوية. لا تهمة محددة سوي انهم لا يدينون بالبوذية. ولعلهم امتداد - علي نحو أو آخر - للكيان الصهيوني الذي يحاول بوسائل غير إنسانية للتخلص من ابناء البلاد. سعياً لتحقيق النقاء العنصري. وتحويل الدولة التي كانت - عبر العصور - واحتضنت الديانات السمارية الثلاث. في سماحة وإخاء إنساني. إلي حد ان حملة مفاتيح كنيسة القيامة هم مواطنون عرب مسلمون وفلسطينيون. ومع تطلع العالم الي زعيمة المعارضة سونج في تبديل الأحوال. فإنها كشفت عن الوجه الحقيقي خلف القناع الذي حصلت به علي جائزة نوبل للسلام.
وهنا يأتي دور المنظمات الإسلامية والعربية والإنسانية عموماً. وفي مقدمتها - بالطبع - منظمة المؤتمر الإسلامي.
علي الرغم من الصور التي بثتها وسائل الإعلام. تؤكد الطبيعة المنهجية لعمليات التطهير العرقي. من رجال الدين البوذيين ضد ابناء الأقلية المسلمة. تشمل الإحراق والتدمير والتصفية الجسدية. سعياً للقضاء علي الوجود الإسلامي في البلد الآسيوي.. علي الرغم من هذه الصور المروعة. فإن منظمة المؤتمر الإسلامي اذن من طين وأذن من عجين. وكل ما لديها بيانات هزيلة يقتصر فعل العين الفاهمة علي تصفحها.
إرجاء التدخل الدولي لإيقاف ما يحدث في ميانمار من جرائم ضد الإنسانية يدين منظمة المؤتمر الإسلامي. فضلاً عن المنظمات الدولية الأخري. باللجوء إلي التريث والانتظار حتي يكتمل المشهد المفجع.
إنها مشاركة بالصمت.
ثمة مشكلات تحتاج دبلوماسية. تناقش وتحلل. وتسعي الي القضاء علي بواعث المشكلة. الي جانب ايقاف الخسائر التي تلحق بالأبرياء. أو تضييق مساحتها.
اذا كان مسلمو ميانمار يتبعون ديانة سماوية. فإن المشكلات التي يعانونها هي مشكلات إنسانية. من واجب المجتمع الإنساني. ومنظمة المؤتمر الإسلامي تحديداً. ان يتخذ قرارات تدفع حكام ميانمار الي ايقاف حمامات الدم قبل ان يغرق فيها أبناء الأقلية المسلمة.
ما أدعو إليه هو الضغط الفعال الذي يقنع عسكر ميانمار - دعك من خرافة الديمقراطية - انهم لا يلعبون في خلاء. وإنما يشاركهم العيش في الساحة قوي دولية مؤثرة. تملك الإرادة والقوة التي تمنع خطر الإبادة لبشر مسالمين. وفق منهجية متعسفة وظالمة.