المساء
مؤمن الهباء
شهادة اغتيال الفرحة!! "2"
قلت في مقال الأمس إن فرحتنا الوطنية كانت كبيرة عندما اتخذ مجلس النواب اجراء سريعا ومباشرا بإسقاط عضوية توفيق عكاشة "نائب التطبيع" علي خلفية لقائه مع السفير الصهيوني بالقاهرة.. لكن تصريح د. علي عبدالعال رئيس مجلس النواب بأنه لا علاقة لفصل النائب بمقابلته مع السفير الإسرائيلي اغتال فرحتنا وأثار تساؤلات عدة عن السبب الحقيقي ـ أو الاسباب الحقيقية ـ لفصل عكاشة من البرلمان بهذه السرعة.
ثم جاءت تصريحات السفير الإسرائيلي حاييم كورين التي دافع فيها عن عكاشة وعن اللقاء لتغتال هي الأخري فرحتنا.. وتشعرنا بأننا كنا سذجا في المولد.. فقد ذكر في هذه التصريحات أنه التقي اخيرا عددا من الصحفيين المصريين في "لقاءات ناجحة".. وأنه يقابل الكثير من أعضاء البرلمان.. وقال: "الأمر المضحك هو أن كثيرا من المصريين يتحدثون معنا بشكل طبيعي جدا. لكن شرطهم الوحيد ألا يعلم أحد شيئا عن ذلك. لكن كثيرا من المصريين يتحدثون إلينا".
لا أفهم حقيقة كيف يذهب برلمانيون للقاء السفير الصهيوني ثم يشاركون في فصل زميلهم عكاشة. إن صحت تصريحات كورين. ويصفونه بأنه نائب التطبيع.. ولا أفهم حقيقة كيف يمر هذا التصريح علي نقابة الصحفيين دون أن تسأل عن هؤلاء الزملاء الذين التقي بهم السفير في "لقاءات ناجحة" وأن تخضعهم للحساب والعقاب لخروجهم علي قرارات الجمعية العمومية للنقابة التي تؤكد دوما علي رفض التطبيع بكل أشكاله.
السفير الإسرائيلي كان حريصا في تصريحاته علي كشف خطة حكومته ورغبتها في كسر حصار المقاطعة الشعبية المصرية والدخول في مرحلة جديدة لجس النبض وتقديم اغراءات من أجل التطبيع.. يقول: "الوضع في المنطقة كلها قد تغير بشكل مثير خلال السنوات الخمس الماضية.. وهذا يعني أن توازن القوي والعلاقات التي كانت موجودة في الماضي لم تعد موجودة الآن.. الوضع كله تغير الآن.. لدينا علاقات طيبة جدا ووجودي مقبول في كل مكان ولا أواجه أي مشكلة.. والآن عندما تكون مصر محاطة بما كان يعرف بليبيا والسودان اضافة إلي المشاكل في سيناء وغيرها فإنه من الطبيعي ان نتعاون لأن كل الدول بما فيها نحن ومصر والأردن والسعودية والإمارات نواجه نفس العدو. ليس فقط الإخوان المسلمين في الداخل. ولكن أيضا حماس في غزة وداعش في سيناء.. ولهذا السبب تسير مصالحنا جنبا إلي جنب بشكل طيب للغاية".
وفي تصريحات أخري نشرتها صفحة "إسرائيل في مصر" لسان حال السفارة الإسرائيلية في القاهرة ونقلتها صحيفة "المصري اليوم" في عدد السبت الماضي ـ 5/3/2016 ـ قال السفير الإسرائيلي: "نحن لا نستطيع أن نتعاون مع القاهرة من الناحية الأمنية فقط. لكن يجب انشاء علاقات اقتصادية وثقافية وأيضا علاقات استثمارية مع رجال الأعمال المصريين.. ويجب أن نزرع هذا الفكر منذ الصغر من خلال المدرسة.. ومن المهم تدريس اتفاقية كامب ديفيد. فقد تغير الزمن ويجب علي الزعماء تغيير أنفسهم للتأقلم مع الحقبة الجديدة".
وقبل لقائه مع عكاشة بيوم واحد طالب السفير الإسرائيلي المجتمع المصري ـ مصر الشعبية لا الرسمية ـ بالانفتاح علي إسرائيل والاستفادة من التقدم الإسرائيلي في جميع المجالات التكنولوجية والزراعية.. ثم بعد لقاء عكاشة شعر السفير بأنه حقق انجازا ما.. ودفعه هذا الشعور إلي تسجيل شريط مصور "فيديو" في سابقة هي الأولي من نوعها. يعلن فيها ترحيبه بلقاء أي شخص يرغب في مقابلته.. ولعلك تلاحظ هنا أن الحديث يتجاوز اللقاءات الرسمية للسفير إلي الدعوة للقاءات جماهيرية وفتح أبواب السفارة الإسرائيلية لأي مواطن مصري ومقابلته ـ كذلك ـ كان حذاء النائب كمال أحمد ردًا عفويًا وسريعًا ومباشرًا ليس لخطوة عكاشة التطبيعية فحسب وإنما للهجمة التطبيعية التي يروج لها السفير الإسرائيلي وذلك رغم رفضنا لأسلوب التفاهم بالأحذية.. وكان فصل عكاشة من البرلمان فرحة كبري لاعتقادنا انه صفعة في وجه التطبيع والمطبعين.. لكن يا ألف خسارة.. جاء تصريح رئيس مجلس النواب ليغتال فرحتنا.. ويعيدنا إلي الواقع.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف