الجمهورية
منى نشأت
أســـــــــد.. ونمــــــــــرة
سألت نفسي كثيرا عن هذه الأنثي.. لماذا تجري وتهاجم الفريسة وتجرها من رقبتها ليلتهما وهو مرتاح في عرينه.. والاسم أسد.. رغم انها قوية وقادرة وتملك كل المقومات لنبذه بكسله.. وعدم ممارسته لدوره في توفير الأكل لأهل بيته.
وعندما قرأت عن النمر اليمني وما فعله منذ أيام أدركت السبب.. ففي اليمن حيث حل القحط والمعاناة عفانا الله.. لا أحد يقدم الطعام لحيوانات حديقة الحيوان ولم يجد النمر أمامه إلا نمرته أم نموره.. فأكلها.
لذلك عرفت ان من ذكاء انثي الأسد ان توفر له الطعام وتهييء له الأجواء المناسبة للراحة فشراسة الذكور لا يوقفها سوي سد الرمق.
أما ما يساعد الأنثي علي حسن الأداء وتحمل المشاق ان شريكها "لا يخون أبدا".. فالأسد مخلص بشدة عكس كثير من الحيوانات التي لا تفرق انثاها عن أي انثي.. ثم انهم لا يعبأون بصغارهم وملك الغابة دوما برفقة أشباله.
عموما فأنثي الأسد أذكي من اختها في الشراسة أنثي النمر فالأولي تنام مطمئنة فهي تصطاد وتلقي له بالجثة وتضمن انه سيتركها دون ان يمصمص عظمها ويأكل لحمها.
يا.. قطة
مشكلة تعرفها الجميلات.. فالجميلة لا تتقبل حقيقة انها كبرت وأي تغيير يظهر علي وجهها أو جسمها يؤرقها بشدة لأنها عاشت عمرها وهي حلوة.
ولأن أدوات التجميل تطورت ومعها دخلت فنون جديدة ثم بعمليات التجميل أصبح في وسع الفاتنة ان تظل علي فتنتها.. ففي ماكياج الوجه يخف شعر الحواجب فيدعمها التاتو الذي أصبح ثلاثي الأبعاد أو مجسما كما لو كان الحقيقة وأكثر.. وللعيون رموش تلصق في البيت ببضعة جنيهات وتظل بالأسابيع والشهور وللعيون عدسات ألوان وقلم الشفاه لا يلونها فقط بل ينفخها مع اللون والوجه وتنحيف بالكونتر ونفخ بالسترايز فمن داخل علبة الماكياج تحدث عملية تشبه السحر وكنا زمان إذا وجدنا بلوزة أو فستانا غاليا لدرجة مبالغ فيها نعلق هل يبيعونه بما فيه.. بمن هي في داخله.
وأذهلني في احدي رحلاتي لباريس اني رأيت قطعا من الملابس في "الفاترينة" لا تحتاج من تلبسها انها كاملة المعالم وهذه الأيام هي موجودة في بلدنا ليصح المثل الشعبي "لبس البوصة تبقي عروسة" والمسألة تطورت أكثر بعد عمليات التجميل.. تظهر خطوط نم التجاعيد فتشدها الجراحة تتهدل الجفون فترفعها.. يخف الشعر فتزرعه يمتليء الجسم فتشفطه.. تستقيم أبعاده فينخثونها والفارق واضح بين أي ممثلة عند بداية ظهورها.. وما أصبحت عليه الآن والمفترض ان السنوات زيادة لكننا نراها.. نقصانا في العمل.. والعمر.
الحلوة
لقد عرفت فنانات قضين آخر أيام عمرهن داخل مصحات نفسية فلم تصدق الواحدة منهن ما أصابها من تغير.. بل وفنانين أحببناهم بشدة ماتوا كمدا علي ملامح وجه. وأذكر أثناء فترة عملي كرئيسة لتحرير شاشتي اننا أقمنا حفلا لتكريم كبار الفنانين ولن اذكر اسم فنان كان قد تجاوز السبعين لكنه ثار بشدة لدعوته فهو مازال يعتبر نفسه من شباب الفنانين وجميل ان نعيش شباب القلب والأجمل أن نرضي عن كل لحظة عشناها وعن أنفسنا.
أقول قولي هذا بسبب فنانة جميلة عادت بنيولوك فصارت بنتا من البنات أو واحدة من سيدات يشبهن بعضهن.
يا فناناتنا وفنانينا ليس أجمل ما فيكم وجه مشدود ولا جسد منحوت بل ملامح تعبر وتشعر وتتفاعل تتمدد وتنكمش وتبتسم وتحزن أرجوكم لا تنسونا الحلاوة الرباني.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف