الجمهورية
بسيونى الحلوانى
نهبوا ثروات مصر.. وتخاذلوا عن دعم اقتصادها
منذ أيام قرأت قائمة بأسماء مليارديرات مصر الذين ورد ذكرهم في قائمة مجلس فوربس العالمية لأكثر مليارديرات العالم ثراء في العالم 2016 وبالقطع تضم القائمة نخبة قليلة من رجال الأعمال المصريين الذين يعيشون علي أرض هذا الوطن وينعمون بخيراته واستفادوا بجزء كبير من ثرواته فقد حصل معظمهم علي ما استطاعوا من أراضي الدولة بأسعار زهيدة من نوعية "المتر بجنيه" لكي يقيموا مشروعات توفر فرص عمل للعاطلين - وما أكثرهم في مصر - فأقاموا علي معظمها مساكن فاخرة وباعوها لمن يملكون المال ومشروعات ترفيهية ضخمة وجنوا من وراء ذلك مئات المليارات وكان هذا النهب سببا في تضخم ثروات معظمهم.
المهم.. قائمة فوربس تضم ستة اسماء مصرية دخلت في التصنيف العالمي.. أما من خفي من مليارديراتنا ولم تذكره المجلة فهم الأكثر فقد ازحمت مصر بالمليارديرات والمليونيرات وأهل الثراء الفاحش ونحن بالقطع لا نحقد عليهم ولا نتطلع إلي ما في أياديهم ولا نمن عليهم بأننا سبب ثرائهم بسكوتنا عن نهب ثروات الدولة وهي حقوق لنا جميعا وبسذاجتنا في شراء منتجاتهم وبالأسعار التي فرضوها علينا وبعضها فاسد ومضروب.
لكن من حقنا ان نتساءل: ماذا قدم هؤلاء لدعم اقتصاد مصر التي نهبوها واستفادوا من أرضها وشعبها ونعموا بالأمن والأمان علي أنفسهم وأموالهم ومشروعاتهم بها خاصة انها تعاني من مشكلات وأزمات اقتصادية يعرفها القاصي والداني؟!
***
من المؤسف ان يحتوي صندوق تحيا مصر الرقم الهزيل الذي أشار إليه الرئيس عبدالفتاح السيسي في خطابه الأخير فالمبلغ الذي يقل عن خمسة مليارات جنيه ربعه من القوات المسلحة والباقي من اشخاص لا يملكون مليارات ولا ملايين مع ان رجال أعمال مصر ومستثمريها كان بإمكانهم - لو كان لديهم الاحساس الكافي بالوطن ومشكلاته وأزماته - ان يسجلوا موقفا تاريخيا في دعم اقتصاد بلدهم وجمع عشرات المليارات خلال ايام دون ان تتأثر ثرواتهم التي تضخمت بفضل مصر وشعبها.
لكن هؤلاء الأثرياء لم يفعلوا للأسف ذلك بل صموا آذانهم وأعموا ابصارهم و"عملوا ودن من طين وأخري من عجين" كما يقول المثل المصري بينما تسابق الفقراء ومحدودو الدخل في اقتطاع جنيهات من نفقاتهم اليومية وصبحوا علي مصر بأكثر من أربعة ملايين خلال ايام قلائل.
هؤلاء هم فقراء مصر الذين يشعرون بهموم الوطن أكثر من اثريائه.. هؤلاء هم الوطنيون حقا الذين يستجيبون لكل نداء وطني ولديهم الاستعداد لوضع الأحجار فوق بطونهم حتي لا يشعروا بالجوع من أجل ان يظل وطنهم قويا متماسكا صامدا في وجه العواصف والمؤامرات الداخلية والخارجية التي تستهدفه.
***
ومع ان الكلام لم يعد يؤثر في أصحاب المليارات الذين بخلوا بجزء يسير منها علي الوطن فلابد من وسيلة لاسترداد ما نهبوه من ثرواتنا والدولة لن تعدم الوسائل القانونية التي تسترد بها حقوق الشعب المطحون من أهل الثراء الفاحش الذين طفوا فجأة علي سطح حياتنا الاقتصادية وليس لديهم ما يؤهلهم لكي يكونوا اصحاب ثروات طائلة.
من حق اجهزة الدولة ان تسألهم: من أين لكم هذه الأموال؟
من واجبها ان تحمي حقوق المجتهدين والمكافحين الذين نموا أمولهم بوسائل مشروعة وجهود متميزة وان تصادر ما نهبه اللصوص لكن لا يجوز أبدا ترك هؤلاء يستمتعون بأموال حرام وان يستفزوننا بانفاقها في الحرام.
البعض يطالب باعداد قوائم سوداء بأسماء ومشروعات وممتلكات وثروات رجال الاعمال والاثرياء وكبار الفنانين ولاعبي كرة القدم الذين حصدوا الثراء والشهرة واستفادوا بمعظم خيرات هذا الوطن ويبخلون ببعضها عليه لانقاذ اقتصاده من حالة التدهور التي يعيشها.. وأنا أري أن هذا ليس مطلوبا فالدولة لا يمكن ان تشهر بأحد لمجرد انه تخاذل عن دعمها بل ما ينبغي ان تفعله اجهزة الدولة الآن ان تتبع بكل صدق وأمانة مصادر ثروات مئات من أهل الثراء الفاحش لتطمئن وتطمئنا ان اياديهم لم تمتد إلي المال العام وانهم استثمروا ملايين الأمتار من أراضي الدولة التي حصلوا عليها ببلاش في الأغراض التي خصصت لها.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف