الوفد
علاء عريبى
الست غادة
أستاذ علاء، أنا اسمى نصرة أحمد، متزوجة ولى بحمد الله بنت وولد، زوجى كان يعمل سائقا، كان يستدين لكى ينفق علينا، فأنا مريضة بالقلب، والأولاد كما تعرف تحتاج مصاريف، أكل وشرب وملابس وتعليم، ده غير مصاريف المرض، تراكمت على زوجى الديون وعجز عن السداد، تقدم الدائنون بالشيكات للمحكمة، ووضعوه داخل القفص، يا الدفع يا الحبس، حاولنا بقدر الإمكان أن نستدين من أى إنسان لكى ننقذه من السجن، لكن للأسف حال أقاربنا ومعارفنا وجيراننا كان مثل حالنا، جميعنا غلابة بالكاد نوفر وجبة فى اليوم، نأكلها ونحمد الله على نعمته، المحكمة قضت بعقوبة زوجى بالسجن سنة، هنجيب منين نسدد ونحن كنا نستدين لكى نطعم أولادنا، فى لحظة ضاع الرجل الذى كان ينفق علينا ويحمينا، تركنا لكى يقضى سنة من عمره وعمرنا فى السجن لأنه كان يحاول ان يطعمنا، صحيح كنا نأكل بالكاد لكننا كنا ننام مطمئنين لأن هذا الأب سوف يفكر ويتدبر ويحمينا من الجوع.
عدت إلى البيت غير مصدقة أننا أصبحنا بلا أب، بدون رجل يحمينا ويرعانا، بدون زوج يجمعنا ولو على رغيف حاف نقتسمه مع الأولاد، الشقة خالية، ولن يأتى مساء أو فى الظهيرة، بعد أيام اكتشفت أننى مطالبة بتسديد فواتير كثيرة، مياه، إيجار شقة، كهرباء، طعام، من أين؟، حاولت بقدر المستطاع، لكن يبدو أننا إذا وفرنا ثمن وجبة فلن نقدر على تسديد قيمة الفواتير.
أحد الجيران قال لى إن الست الوزيرة غادة، ربنا يبارك لها فى أولادها، بتساعد قال لى: المعللات، والنبى ما عرفت انطقها حتى، وقلت له: ايه أبصر إيه دى، المعللات دى، قال لى: المعيلات، فهمت منه أن المعللات دى ستات بيصرفوا على أولادهم وبيوتهم، قلت له: بس أنا مش معللات لأنى مش معايه اللى أصرفه على العيال، قال: برضه أنت معيلة.
جارنا ده متعلم وبيقرأ الجرايد، قال لى إن الست غادة بتصرف للستات اللى زيى مبلغ شهرى، معاش، ونصحنى أخطف رجلى إلى الست غادة الوزيرة، وأطلب منها تساعدنا، وأحكى لها ظروفى، وان جوزى دخل السجن لأنه من الغارمين، وأنك ساكنة فى إيجار جديد، وعندك ولد وبنت، وقال لى إنها هتساعدنا بمعاش وشقة كمان، هتكلم لنا الوزير مدبولى يصرف لنا شقة من شقق الغلابة، جارنا وصفلى عنوان الوزارة، ما خبييش عليك مارحتش لأنى ماعييش فلوس المواصلات، وكمان دى هانم ووزيرة وأنا هدومى على أد الحال، بعد يومين سألنى تعللت بالعيال وشغل البيت، وأنى كنت بزور أبو العيال، بعد يومين سألنى تانى، اتلجلجت، الراجل كتر خيره فهم، قال لى: خلاص يبقى نكتب للأستاذ علاء، وهو يبعت شكوتك للوزيرة، اعذرني أنا ما اعرفكش، قلت له من علاء ده، قال لى: ده صحفى، قلت له خلاص احكى له ظروفى أنا والعيال، وقول له: يترجى الست الوزيرة تساعدنا لأن جوزى زى ما بتقول محبوس مغرم، وانا معلله وعندى ولد وبنت، ومش قادره أصرف عليهم ولا حتى ادفع إيجار البيت، يمكن ربنا يحنن قلبها علينا..ناصرة أحمد على محمد، 11 شارع السيد موسى، متفرع من شارع عزبة دسوق، الكلحة، البساتين، محمول: 01147077366/ و01229713764».
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف