التحرير
جمال الجمل
دعاء المستضعَفين
جمعة مباركة يا أصدقائى الأعزاء.

مقالى اليوم دعوة للتهدئة، تذكرة لزيارة النفس، والتماس الدعم من خالقها، فلا شأن لى اليوم بالمؤتمر الاقتصادى، وشؤون السياسة، وحوادث الإرهاب.. اليوم راحة نلتمس فيه المدد، ونتزود فيه بالصبر، ونتعشم خيرا من فضل الكريم.

اليوم لدعاء أحبه، لعله يصادف ساعة استجابة فى الجمعة المباركة:

اللهم لا تكسر لى ظهرًا، ولا تصعّب لى حاجة، ولا تعظم علىَّ أمرًا..

اللهم لا تحنِ لى قامة، ولا تكشف لى سترًا، ولا تفضح لى سرًّا..

اللهم إن عصيتك جهرًا فاغفر لى، وإن عصيتك سرًّا فاسترنى..

اللهم لا تمكن منى حاسدًا، ولا تفرح أعدائى بسقوطى..

اللهم أغننى بحلالك عن حرامك، وبخشيتك عن عصيانك..

اللهم إن ضاقت علىَّ الأرض بما رحُبت، فأغثنى برحمتك..

اللهم انصرنى على النفس الأمَّارة بالسوء..

اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همى، ولا مبلغ علمى..

اللهم لا تجعل مصيبتى فى دينى..

اللهم اجعلنى من الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون .

ما أعظم هذه الآية فى هذه الظروف الصعبة التى نعيشها، وما أجملها من حكمة وبشارة للقلوب الملتاعة، والأهل الذين فقدوا ذويهم.

بسم الله الرحمن الرحيم: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِى سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لا تَشْعُرُونَ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَىْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ .

أخشى على قلوبنا من السواد، وعلى عقلنا من العناد، وعلى مستقبلنا من القنوط، وعلى موتانا من كثرة العويل واللطم، فتأملوا كلام الله عز وجل، واستغفروا، واقرؤوا القرآن وتدبروا المعنى والحكمة أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ ، وفى سورة الحديد مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِى الْأَرْضِ وَلَا فِى أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِى كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ، وفى سورة الشورى وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ، وفى سورة التوبة إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِنْ قَبْلُ وَيَتَوَلَّوْا وَهُمْ فَرِحُونَ .

يختبرنا القدر بالمصائب والمصاعب، وعلينا أن نواجهها بالصبر والاحتساب، وردّ الكيد، ومحاربة الإهمال، دون جزع أو قنوط، نرضى من الله بالقدر، ونواجه تقصيرات البشر بغية الإصلاح، فمن ابتغى شيئا من الحق ومن العلم فليبتغِ به وجه الحق العليم جل علاه، وما ترك عبدٌ شيئًا لله إلا عوضه الله خيرًا منه فى دينه ودنياه، ومن ابتغى أمرًا بمعصية، كان أبعد مما رجا وأقرب مما اتقى.

فاحتسبوا، واعتبروا، واستأمِنوا الله ودائعكم وما فقدتم، فهى عند الله أكرم، واستعينوا على ألم الفراق بالصبر والصلاة، غفر الله للراحلين والمقيمين، ورحمهم ورحمنا.

اللهم لا اعتراض على ما قدرتَ ورضيتَ.

فارحم اللهمّ مَن أخذت، واشفِ كل مصاب، والطف بقلوب الأمهات الثكلى والأهل المكلومين.

اللهم آمين!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف