المساء
أمين الرفاعى
بمنتهي الوضوح
* * بصراحة.. لم اتوقع أن ما كتبته في هذا المكان يوم الجمعة الماضي حول ما يفعله مذيعو واعلاميو "بالوعات المجاري الفضائية" سوف يكون هو الشغل الشاغل وحديث الساعة ليس في الوسط الاعلامي فقط وإنما لكل الشعب المصري الذي ابتلي بهذه المجاري الفضائية ومذيعيها ومذيعاتها لدرجة ان أي متابع لمداخلات الكثير من المشاهدين لبرامج فضائيات الصرف الاعلامي أو تعليقات متابعي الفيس بوك سيجد أن اغلب تعليقات المشاهدين تصف عددا كبيرا من المذيعين والمذيعات بأوصاف لا يمكن نقلها في هذا المكان.. ويكفي ان المشاهدين اطلقوا عليهم "اعلاميو العار"!!
ولمن لا يعرف ان كاتب هذه السطور عاش اكثر من ثلاثين عاما داخل مبني ماسبيرو وستوديوهاته وتعامل مع كبار مذيعي ومذيعات واعلاميي هذا المبني العريق الذي ساهم في تخريج اساتذة وخبراء وفطاحل الاعلام العربي والافريقي.. وشاهدت بعيني رأسي كيف تتم صناعة الاعلام.. وكيف يتم تدريب المذيع والمعد والمخرج والفني ليكون قادرا علي العمل في هذه الصناعة التي تعتبر أحد أهم عناصر الأمن القومي والمساهمة في بناء الوطن.
ولعلي لا اكون مبالغًا بالقول بأني شعرت بسعادة كبيرة من اتصالات عدد غير قليل من مذيعي ومذيعات ماسبيرو الذين ابدوا سعادتهم بما تناولته في مقال الجمعة الماضي.. وتحديدا عبارة "ان تقديم البرامج علي الفضائيات اصبح مهنة من لا مهنة له".. وذكر بعضهم عددا من اسماء مذيعي ومقدمي برامج "بالوعات الصرف الفضائي" أو "المجاري الفضائية" وكيف ان اغلبهم من ضيقي الافق وقليلي الثقافة وان فهمهم للاعلام ورسالته كفهم أجداد أجدادنا رحمهم الله للنظرية النسبية "لاينشتاين"!!
وقد اسعدني كثيرا ما قاله شيخ الاعلاميين عمنا الكبير فهمي عمر واصفا حال الاعلام في هذه الايام.. إذ قال: إن الاعلام الحالي لا يعرف معني الوقار.. واصبحت الصورة تعني فقط "الصوت العالي والشرشحة" وكأن ستوديوهات البرامج تحولت إلي حارات وأزقة للعراك وتصفية الحسابات وبدلا من يصبح الدور الاعلامي الحقيقي كسلاح لتنوير المجتمع وتثقيفه أصبح سلاحا لذبح الوطن تحت راية حرية الابداع.
وقد كان شيخ الاعلاميين عمنا فهمي عمر محقا ومعبرا بصدق عما يجيش بصدور الاعلاميين الوطنيين الحقيقيين حينما قال: "إن ما يشعل بداخلي الغضب هو انتقاد رئيس الجمهورية بأسلوب بعيد تماما عن حدود اللياقة والأدب.. فهذا لا يليق بأي حال من الاحوال بالحديث مع كبير العائلة المصرية ما شهدناه عند اطلاق مبادرة "صبح علي مصر".. إذ خرج عدد من الاعلاميين ينتقدون المبادرة بشكل "فج" وكأن من يشارك فيها خائن لوطنه.. ومن وجهة نظري ـ وهذا كلام شيخ الإعلاميين ـ من يفعلون ذلك لا يستحقون الحياة علي أرض مصر لأنهم يأخذون من خيرها فقط ولا يعطونها شيئا بل يقومون باشعال الفتن بين الناس.. فلم يعد الاعلامي يتعب نفسه أو يجتهد بحثا عن المعلومة بل أغلبهم استسهل الدخول علي المواقع الالكترونية ليحصل منها علي المعلومات التي لا يعرف مصدرها أو مدي حقيقتها ومصداقيتها.. والادهي من ذلك انه يبني علي هذه المعلومات مجهولة المصدر حوارات ومناقشات تتحرك جميعها لتصب في مصلحة مالك القناة تبعا لاجندته الخاصة.. ولذلك لم تعد هناك مصداقية للاعلام في الوقت الحالي.. وهذا سبب سقوطنا علي مدار السنوات الماضية في فخ الشائعات والأكاذيب".
وأنا.. لا أملك إلا أن أقول "صدقت ياعمنا الكبير.. يا شيخ الاعلاميين فقد شخصت الحالة الإعلامية الحالية بكل صراحة وبمنتهي الوضوح وأفضل تشخيص.. ولا حرمنا الله من ارائك وتشخيصاتك الدقيقة لحالة اعلامنا المتردي الذي كان آخره ما خرجت به المذيعة عزة الحناوي في برنامج "اخبار القاهرة" المذاعة يوم الاحد الماضي.. واثبتت انها تسير علي خطي زميلتها الهاربة آيات عرابي التي عملت معها في القناة الثالثة.
وحسنا.. ما فعله الصديق الاعلامي عصام الأمير رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون بتشكيل لجنة لمشاهدة حلقة برنامج "اخبار القاهرة" التي قدمتها الحناوي التي أري أنها تحاول "تجر شكل" الدولة لمعاقبتها لتخرج علي الملأ وبالوعات المجاري الفضائية مدعية الاضطهاد داخل ماسبيرو.. وتتقمص دور البطلة الذبيحة.. لتلحق بزميلتها آيات عرابي التي ارتمت في احضان دافعي الدولارات وحينها.. تكتمل الشبكة الشاذة إعلامياً ووطنياً فالطيور علي اشكالها تقع..!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف