المساء
أحمد عمر
أصل الكلام -مسبحة إبليس
لذيذة المعارضة في زمن الحرية.. أن تفهم تريح وتستريح.. ترتاح أكثر بعدم الفهم فسيتصل بك الرئيس ليشرح لك عن حالتنا فتبقي شهيرا ويزداد متابعوك.. طالما كنت اعلاميا صوتك عال وتركب الهواء أو تمتطي قناة فضائية.. المسألة ليست شطارة مهنية إنما ابتزاز واستنفار لشعور عميق بالمسئولية يدفع صاحبه للتحرك الفوري لصد ملوثات يراها توشك أن تصيب وعي شعبه.. فالاعلامي الشاطر لا يبني تحليلاته علي المقاهي انما في المكتبات وغرف الأخبار بعدما يرصد الواقع ميدانيا.. لكن لماذا الشقاء والتعب.. البركة في الرئيس أو كما قال المتنبي أبوالطيب "ذو العقل يشقي في النعيم بعقله.. وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم".
* * غير أن هناك فجوة حقيقية في التغطية الاعلامية لما يجري علي الأرض من مشروعات هامة.. بخلاف الحال أيام بناء السد العالي أو حتي مشروع توشكي.. يرجع جانب منه إلي ما تعانيه الجماعة الصحفية حاليا من أزمات مالية و"تدني" في الأجور يعطل ايفاد بعثات تتولي التغطية اليومية للتطورات الجارية.. ولا يغني عنها نشر البيانات الرسمية للجهات المشرفة علي التنفيذ ولو صدرت يوميا.. فعمل الصحفي لا يتولاه موظف ولو اعجبكم.. الصحافة تلتقط الومضة.. ولها سحرها الخاص.
* * وحمي الثورية تجتاح ماسبيرو ومعقل تليفزيون الحكومة.. الثورية تصيب مذيعاتنا.. بدأت رشيقة بجميلة اسماعيل وبثينة كامل.. فراشتان كانتا الطليعة في زمن الاستبداد.. لكن ختمت بالجميز.. واحدة اسمها آيات العرابي خرجت من المجهول افتعلت أزمة بالهجوم علي رئيس الجمهورية ثم ادعت أنها مضطهدة وخرجت تناضل ضد الدولة المصرية من فنادق الدوحة وبالريالات بلغ حسابها الشخصي علي الفيس بوك نحو المليون متابع نتيجة التسويق باعلانات ممولة..!! وعلي الدرب جميزة أخري اسمها الحناوي.. تواصل لا النقد السياسي إنما التحرش اللفظي خروجا عن المهنية وسياق برنامجها كأنها تبعث برسالة "اضطهدوني ياناس".. وليس غريبا أن تهدأ الفراشات.. ولا أن يتحول معارضو الاستبداد إلي مساندين للحرب علي الإرهاب.. فالأحرار لا يزايدون بالشجاعة خارج الميدان.
* * الشياطين تركب القنوات الفضائية ليلا.. في النهار يقدم بعضها برامج اخبارية وتحليلات.. في المساء تنقلب إلي عالم من الشتات.. تلبسها العفاريت حينما يسدل الليل استاره.. وعبر شاشات "التوك شو" تطل علينا مجلجلة.. نجوم الجدل صاروا مذيعيها.. والأخبار المثيرة كالتفاحات المسمومة يلتقطها جيش المعدين ليلضموها.. حبات في مسبحة تمجد ابليس وتعيد التسبيح دونما كلل ولا ملل.. اخضعها لتحليل المضمون ستراها محشوة بالأفكار السلبية وقدر من السفاهة يدفع مجتمع الأطهار إلي الغرق.. فما بالك بمن يختنق.. تصير القضية جريمة ضد الانسانية.. قتل عمد لعليل علي سرير المرض.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف