السيد العزاوى
الكلم الطيب -دور الأزهر في مواجهة الإرهاب والتطرف "1"
علي مدي أكثر من ألف عام والأزهر بمنهجه الوسطي المعتدل يواجه أبواقاً كثيرة من دعاة التطرف والانفلات ومن يروجون لإطلاق العنان لكل من يريد الاجتهاد دون توافر شروط دخول هذا الميدان لحماية هذا المجال من الدخلاء ومحترفي ترويج مفاهيم مغلوطة وكذلك يقف الأزهر في وجه هؤلاء الذين يروجون للإبداع بلا ضوابط أو مراعاة للآداب والقيم التي يتسم بها المجتمع العربي المسلم كما يتولي الأزهر التصدي لكل من يحاول التطاول علي المبادئ السامية وما أكثر هؤلاء في هذه الأيام التي تموج بالكثير من الفتن والأباطيل التي يرددها البعض في تطاول سييء كما شاهدنا من يسخر من حكمة ذبح الاضاحي والهدي وناهيك عن التطاول علي أبي الأنبياء إبراهيم وحكايته مع فداء فلذة كبده بذبح عظيم ومع شديد الأسف نشاهد ونقرأ لهؤلاء الذين يؤيدون ذلك تحت ستار الحرية وفتح الباب للإبداع.. كبرت كلمة تخرج من أفواههم أن يقولون إلا كذبا!!
رغم هذه المناهج الوسطية والاعتدال فقد نجح المتطرفون في استقطاب مجموعة من طلاب جامعة الأزهر وإجراء غسيل لعقولهم وإغرائهم بأساليب ماكرة وتحت ستار الترغيب والترهيب وبث فكر التطرف وإقناع هؤلاء الطلاب بالانجراف في طريق الغواية وارتكاب جرائم سفك الدماء وكم كانت الدهشة التي أصابتني والغيورين علي قيم الدين الحنيف التي تحرم الاعتداء علي النفس بأي صورة من الصور وتحت أي مسمي من المسميات التي يروج لها دعاة التطرف والإرهاب وقد ازدادات الدهشة والعجب حين تابعنا اعترافات اثنين من طلاب الأزهر بكلية اللغات والترجمة المتهمين في جريمة اغتيال النائب العام السابق المستشار هشام بركات قام هؤلاء الطلاب بتنفيذ توجيهات وتكليفات صدرت إليهم من هؤلاء المتطرفين الذين يروجون بأن المجتمع المصري مجتمع كافر والتصدي له كما أن أموال وأعراض أبناء هذا المجتمع حلال وأن يلقي مصيره في معركة مع أبناء المجتمع الكافر فهو شهيد وللأسف خضع أبناء الأزهر لسيطرة التطرف وشاركوا في تنفيذ الجريمة الشنعاء والأشد آسفا أن المتهمين استجابوا للمتطرفين وتدربوا علي أيديهم علي كيفية تصنيع المتفجرات والقيام بوضعها بجوار منزل المستشار هشام بركات فأين هؤلاء الطلاب وما درسوه في الأزهر. لقد لعب التطرف دوراً خبيثا لاستقطاب هذين المتهمين في غيبة من دور الأزهر ومناهجه التي تجاهلها المتهمان.
هذا الاعتراف وما تكشف من وقائع تدمي القلوب في جريمة المستشار هشام بركات يتطلب وقفة حازمة من الأزهر ورجاله وعقد اللقاءات مع الطلاب وإجراء مناقشات موسعة حول الافكار المتطرفة والتصدي بالفكر والاقناع بحكمة وأفضل الاساليب حتي اقتلاع هذه الافكار والتصدي لكل من يروج للتطرف. ويجب أن تتسع الصدور للاستماع لكل الافكار والآراء التي يدعيها ويروجها المتطرفون وتفنيد المزاعم التي تكفر المجتمع المسلم والرد علي كل شبهة بإسهاب وبذل أقصي الجهد لتوعية الطلاب بخطورة هذا الاتجاه ومدي تدميره لكل القيم والمبادئ التي جاء بها الإسلام وللحفاظ علي الأرواح وحمايتها من أي اعتداء بأي شكل من الاشكال. الآمال معقودة علي علماء الأزهر وكلهم من القامات المشهود لها بالكفاءة والمقدرة علي مواجهة أي فكر متطرف والتصدي له بالمعلومات والاسانيد التي تدحض هذا التطرف وذلك الغلو المنفلت خاصة أن الدين الحنيف بريء من كل ألوان هذا التطرف ولابد أن ينبري علماء الأزهر في كل التخصصات للمتطرفين في جميع الاتجاهات وما يثيرونه من أفكار فاسدة والرد عليها بالاسانيد والدليل الذي لا يقبل أي جدال ويتعين أن تستمر هذه الجهود بلا توقف لأن الأزهر يتعرض لحملات تستهدف النيل منه ومن رجاله ومناهجه والتطاول علي هذا الصرح من أشخاص يستهدفون التسلل لصفوف الطلاب ونشر الفكر المتطرف وفي نفس الوقت يجب أن يقوم المسئولون بجامعة الأزهر باتخاذ أقصي وسائل العقاب لتأديب هؤلاء الخارجين علي القانون وضوابط الدراسة التي تتسم بأسمي المباديء ونشر القيم التي تسمو بالبشرية وحماية المجتمع من هذه الاساليب التي دمرت البلاد وأشاعت مناخ الإرهاب.. المسئولية تتطلب التصدي لتلك الأفكار بقوة.