حسين حمزة
بكل صراحة .. القليوبية.. معقل المجرمين!
في بدايات عملي بالصحافة - كنت علي يقين أن محافظة القليوبية ابتليت بأكبر قاعدة إجرامية علي مستوي محافظات مصر.. تضم أعداداً رهيبة من الأشقياء شديدي الخطورة علي الأمن العام.. ثم ذاع صيت منطقة مثلث الرعب.. الجعافرة وكوم السمن التي تؤوي عتاة الاجرام وكبار تجار المخدرات.. كان اللواء يسري نور مدير مباحث القليوبية منذ 25 عاماً يحكي لي عن المجهودات الكبيرة التي تبذلها أجهزة الامن بالقليوبية لمكافحة هؤلاء المجرمين.. وأثناء عملي كمحرر حوادث عرفت من التجارب التي مررت بها في هذه المحافظة صدق كلام صديقي القديم لواء يسري.. وعندما انتهت ثورة يناير بضرب الشرطة واسقاطها.. بدا بوضوح أن القليوبية هي الملعب الأكبر لمجرمي مصر.. اشرس عصابات السرقة بالاكراه، باستخدام الاسلحة الآلية.. وتثبيت السيارات وسرقتها تحت التهديد او القتل لمن يعترض.. وتحولت مناطق عديدة بالقليوبية إلي حظائر شاسعة تحوي آلاف السيارات المسروقة.. وكنت دائماً أؤكد لزملائي الصحفيين واصدقائي الضباط عندما نجلس في جلسة مناقشة مخاوفي من هذه البؤر الخطيرة خاصة بعدما فجعنا به اثناء فترات الانفلات الأمني.. كنت أقدر جداً الدور البطولي لكل ضابط يقبل العمل بهذه المناطق الخطيرة واشفق عليه.. ولا أدري -حتي اليوم - الإجابة علي التساؤل الحائر: لماذا القليوبية بالذات؟!
وزاد قلقي عندما سقط النقيب ايهاب ابراهيم معاون مباحث الخانكة واثنين من رجاله شهداء برصاص عصابة الدوكش أحدي البؤر الاجرامية الخطيرة.. وبعده بأيام قليلة لحق بهم المقدم مصطفي لطفي علي أيدي أحد مجرمي هذه العصابة.. فكيف تجرأ هؤلاء لدرجة قتل ضابطين وفردي شرطة بهذه الضراوة خلال اسبوع واحد.. أعتقد أن وراء هذا دلالة مهمة تقودنا لتوخي الحذر في التعامل مع هذه البؤر.. وأري ان وزارة الداخلية لابد ان تتحرك بسرعة لوضع استراتيجية جديدة لتطهير القليوبية - بالذات - من العناصر الاجرامية بها مهما كلفها هذا الامر - فمازلت مؤمناً أن الدولة لا يقهرها أحد وخيراً فعل وزير الداخلية بتعيين لواء دكتور اشرف عبد القادر مديراً لمباحث القليوبية فأراه اختيارا موفقاً جداً ومناسباً لمواجهة الاشرار هناك في تلك الفترة لانه ضابط يعرف جيداً -بالقانون- كيف يستدرج عتاة الإجرام الي غرفة الإعدام!