أحمد السرساوى
نوبة صحيان .. من هي المصرية التي نضع صورتها علي الـ 100 جنيه؟!
خبر جميل جاء من كندا الثلاثاء الماضي.. قررت حكومتها الاحتفال بـ«بنت بلادها» علي طريقتها الخاصة، بعد أن لاحظت خلو عملاتها الورقية «الدولار الكندي» من وجود أي صورة تُعبر عن المرأة الكندية.. وأن معظم تلك الأوراق تتزين فقط بصور ملكة بريطانيا اليزابيث الثانية في مراحلها العمرية المختلفة، علي اعتبار أن كندا هي إحدي دول الكومنولث للتاج البريطاني.. المهم أن وزير المالية الكندي طلب من مواطني بلاده ترشيح عدة أسماء لنساء يرون استحقاقهن لهذا الشرف الكبير ممن يمثلن قيمة علمية أو اجتماعية أو فنية ممن أسدين لبلادهن خدمات جليلة.
وعلي الفور قفزت ترشيحات الشباب هناك لنجمة الغناء الشهيرة سيلين ديون التي تحظي بحب واحترام الكنديين، وكلنا نعرفها بأغنياتها الرومانسية وعلي رأسها طبعا أغنية فيلم تايتنك الشهيرة «قلبي سيخفق دائما».. لكن الوزير الذكي اشترط أن يكون مضي علي وفاة أي مُرشحة 25 سنة فأكثر ضمانا لعدم المجاملة أو وجود شبهة ما، إضافة إلي ما يمثله اختيار اسم من التاريخ تكريسا لقيم الوفاء والاحترام والاعتراف بالجميل، علي أن يقوم مجلس استشاري خاص يضم أكاديميين وخبراء بمراجعة الترشيحات وتصفيتها لقائمة صغيرة وفقا للمعايير المحددة، لتصدر الورقة بعد عامين من الآن أي عام 2018.
واذا كان مارس هو شهر المرأة المصرية بامتياز لأننا نحتفل فيه بثلاثة أعياد تخصها هي يوم المرأة العالمي ويوم المرأة المصرية وعيد الأم أيام 8 و16و21 مارس علي التوالي.. فالأولي بنا نحن أن نفكر في قائمة مماثلة لما يحدث في كندا وأنا علي ثقة أن قائمتنا ستطول كثيرا بدءا من الملكة حتشبسوت وصولا إلي سيزا نبراوي وأم كلثوم والدكتورة سميرة موسي علي سبيل المثال، بل إن للفلاحة المصرية البسيطة في حد ذاتها قيمة وفضل واحترام وسيكون شرف كبير أن تتزين أوراق نقدنا «خاصة من فئة المائة جنيه» بوجوه مصريات علي هذا المستوي.. ومن هنا أدعو الاقتصادي المرموق طارق عامر محافظ البنك المركزي لتبني هذا الاقتراح الذي يليق بنا وبالمرأة المصرية قبلنا.
■ ■ ■
كيف نضجر وللسماء هذه الزرقة، وللأرض هذه الخضرة، وللورد هذا الشذي، وللقلب هذه القدرة العجيبة علي الحب، وللروح هذه الطاقة اللانهائية علي الإيمان.. كيف نضجر وفي الدنيا من نحبهم، ومن نعجب بهم، ومن يحبوننا، ومن يعجبون بنا ؟!
نجيب محفوظ
«زقاق المدق»