صابر شوكت
بين الصحافة والسياسة .. الحالة العكاشية
جاءني تليفون خطير من أحد صغار كبار حكماء الدولة العميقة.. بعد أن نشرت عام ٢٠١٣ مقالاً يكشف أن عكاشة استولي علي ٥ آلاف و٥٠٠ فدان من أراضي الحزام الأخضر.. وأن رئيس الهيئة التي تمنح هذه الأراضي أقر أمام النيابة.. ان هذه الأراضي مخصصة لشباب مصر وللمسرحيين من الخدمة العسكرية أو الراغبين في ترك وظائفهم وتسلم خمسة أفدنة استصلاح ولذلك عرضتها الدولة بسعر مائة جنيه للفدان كاستصلاح زراعي ودعماً لشباب مصر.. علي أن يسدد ٢٥ جنيهاً مقدماً والباقي بالتتقسيط.. وكشفنا بالمقال ان عكاشة استولي عليها ولم يدفع حتي المقدمة ٢٥ جنيهاً.. وزع ألف فدان منها علي قيادات بعض المواقع الصحفية لحمايته «والتستر عليه» وقام بمعاونة بعض أصدقائه ببيع هذه الأراضي لشركات الخليج بملايين الجنيهات التي كان يعلن بقناته الفضائية انه ورث أمه وعائلته الوطنية الكبيرة..!
سألني محدثي.. ما الذي يضايقك من عكاشة؟
فأخبرته بما سبق.. وزدت عليه أنه كيف يكون أحد أقاربه.. هو الجاسوس الشهير الذي كان بمكتب الراحل الفريق سعد الشاذلي.. وكان يزود إسرائيل بمواقع حائط الصواريخ المصرية فتضربها طائرات إسرائيل كلما قمنا ببنائها بطريقة سرية.. وتم إعدامه عسكرياً.. وكان خطراً كبيراً علي جيش مصر وتسبب في قتل مئات من أبطال جيشنا.. كيف تكون كل هذه الخلفية لهذا الرجل العكاشي.. ويقوم «البيت العتيق» بالجهاز الحساس لحكماء الدولة العميقة بتبنيه كإبن مدلل..؟! وتقديمه في مشهد محاربة الإخوان وتزويده بمعلومات موثقة.. كيف نعطيه الأمان.. ومفروض أن يتم عزله هو وأسرته من تولي أي عمل وطني.. وفي النهاية أخبرته.. لابد أنكم تعرفون أن شهادة الدكتوراه لعكاشة مزورة.. لذلك نريد إنقاذ الوطن من تلك الشخصية الغامضة قبل أن نفاجأ بخطر شديد علي مصر.
فوجئت برد محدثي بالتليفون بعد أن استمع لجميع هذه المعلومات يقول في برود.. ماشي هل عندك أي شيء آخر ضد عكاشة غير هذا.. قلت لا.. فأجاب إذن «مالكش دعوه بيه»! وبالفعل.. تركت الأمور.. فلابد أن هناك حراساً للوطن أهم مني ويقدرون مخاطر الأمن القومي أفضل مني خاصة ان محدثي هذا كان مكلفاً من كبار قيادات حكماء الدولة العميقة بتلقي جميع معلومات ملف «مافيا نخنوخ» قبل القبض عليه. ولكنني ذهلت بعد ذلك.. من إطلاق يد عكاشة في قناته منذ ثورة ٣٠ يونيو وبعدها بساعات يستضيف مجموعة استخدمهم حكماء الدولة العميقة للقيام بأدوارهم منهم من تسربوا للبرلمان المصري أخيراً.. ومنهم من يتولي مناصب وزارية حالياً.. كانوا يدعمون عكاشة في جنونه ويصفونه بالوطني والثوري الكبير.. ويتولون تشويه جميع رموز وشباب ثورة يناير وجميع وزراء حكومة الببلاوي وحتي المستشار الجليل «عدلي منصور» لم يسلم من لسانهم وجميع ضحاياهم رفعوا مئات القضايا.. ولكن للأسف لسبب غامض كانت لا تتحرك ضد عكاشة ومجموعته الذين تخيل أهل مصر انهم «مراكز قوي» ثورة ٣٠ يونيو.. وحتي تكشفت كل الحقائق أخيراً بقيام عكاشة وصديقه المستشار.. بالتجرؤ علي الرئيس محبوب الشعب ومحاولة تهديده بالقيام معه بنفس الدور الذي قاموا به مع الرئيس السابق مرسي «رئيس عصابة الإخوان»!.. والملايين يتابعون ويتعجبون حتي تم الكشف عن وجه عكاشة الحقيقي.. بعد لقائه بسفير إسرائيل.. والجميع يؤكد أن الدور قادم علي زملائه بالبرلمان والحكومة.. فهل يصدقون.. وهل انتهي دورهم عند حكماء الدولة العميقة أم إن.. هناك سيناريو غامضا خفيا يدور في دائرة الحكم لا نعلم عنه شيئاً. الأيام القادمة ستكشف ذلك..