محى السمرى
ناس وناس-مفاجآت سياحية في برلين
بمجرد أن وصل هشام زعزوع وزير السياحة والوفد الحكومي المرافق له إلي برلين للمشاركة في بورصة برلين السياحية حتي فوجئ بإعلان شركة توماس كوك المنمة للرحلات والبرامج السياحية بإلغاء جميع رحلاتها إلي شرم الشيخ حتي نهاية شهر أكتوبر المقبل وجاء في الإعلان أيضا كما ذكرت أجهزة الإعلام أنها حاولت تأجيل رحلاتها حتي 25 مايو فقط ولكن نرا لعدم وجود بوادر من الحكومة البريطانية لإلغاء تحذيراتها فقد قررت التأجيل لمدة ستة أشهر أخري.. لعل وعسي.
والغريب أن الوزير أعلن قبل سفره أنه سيجتمع مع ممثلي الشركات المنمة للبرامج السياحية علي هامش معرض برلين ومن بينهم شركة توماس كوك ويبدو أن الوزير لم تكن لديه معلومات مسبقة عن قرار شركة توماس كوك.. أو أن أزمة السياحة تتفاقم.. والحقيقة المرة أن مشاكل السياحة في مصر كثيرة.. والمفروض كما ذكر لي عدد من مديري الفنادق في شرم الشيخ أن تكون هذه المشاكل في دائرة اهتمام الوزير.. والبحث عن حلول لها أهم كثيرا من الجري وراء الشركات المنمة للبرامج السياحية والتي تستقي معلوماتها من سفاراتها في مصر.. ومن حكوماتها.. وبالتأكيد لا تستقي هذه المعلومات من وزارة السياحة.
مثلا هناك عدد من الفنادق في شرم الشيخ والغردقة.. وربما الأقصر وأسوان.. قد أغلقت أبوابها لأنه لا يوجد "زبائن" أو نزلاء.. وقد هر ذلك بوضوح علي الإنترنت عند طلب حجز من شركات الحجز العملاقة حيث لا تذكر عددا منها أو تقول إن الحجز غير مقبول في فنادق شرم والغردقة والأقصر وأسوان.. كذلك اضطرت بعض الفنادق والمنتجعات إلي فصل عدد من العاملين إن لم يكن كلهم أو تخفيض مرتباتهم.. وهذه مصيبة أخري.. ولا أدري كيف تعالجها الوزارة؟.. وأتصور أنه في الإمكان المتوسط لهم لدي بعض الفنادق والمنتجعات في الدول العربية علي الأقل بصفة مؤقتة أو حتي "ينعدل" الحال فيتم إعادتهم إلي مواقعهم بدلا من البحث عن عمال وموفين جدد يتم تدريبهم من جديد.
وبالتأكيد حدث تراخ في أعمال الصيانة في الفنادق الثابتة والعائمة وقد يترتب علي ذلك أن تدخل الشيخوخة لها مبكرا هذا بخلاف سوء الأغذية نتيجة تخفيض الأسعار أو قلة عدد النزلاء.. بالإضافة إلي ذلك هناك مشاكل في النقل السياحي وبقاء السائقين في حالة استرخاء.. وبدون عمل.. والسيارات أيضا في حالة "نوم".. وكيف تعمل ولا يوجد عملاء.. كذلك الأعمال التي تستمد نشاطها أساسا من العمل السياحي.. هناك مشاكل أخري أهم كثيرا في رأيي من الجري وراء سراب عودة السياح في الوقت الحالي.. كنت اعتقد أن حل أزمة انحسار الحركة السياحية يجب أن يأتي أولا بمعالجة المشاكل الداخلية بما في ذلك مسائل تأمين الأفواج السياحية وتحرك السياح بصراحة هناك أعمال كثيرة مفروض أن تقوم بها وزارة السياحة ولكنها تركت كل ذلك وراحت تجري وتلهث وراء منمي الرحلات والمشاركة في المعارض التي ندفع فيها الشيء الفلاني وبالعملات الحرة وياريت فيه نتيجة.
أريد أن أسأل سيادة وزير السياحة منذ توليت منصبك وأنت تشارك في المعارض السياحية التي تتم في بعض بلاد العالم مثل ألمانيا وانجلترا وايطاليا وروسيا وغيرها.. ماذا حققت من هذه المشاركات؟ وهل حدثت انفراجة في حركة السياحة الوافدة؟.. حتي المؤتمرات الصحفية التي تعقدها علي هامش هذه المؤتمرات لا نجد لها صدي إلا إذا نشرت كمادة إعلانية.
أعود فأقول إن هذه المشاركات مطلوبة إذا كانت الأحوال عادية وإذا لم يكن هناك أي موانع أو عقبات.. أما إذا كان هناك تحذيرات من بعض الدول بمنع السفر إلي المقاصد السياحية المصرية فما معني هذه المشاركات.. وأي جهد يبذل لن يكون له أثر.
ورغم ذلك سافر وفد حكومي لحضور معرض برلين والغريب أن وزارة السياحة انفقت ما انفقت من العملات الحرة علي اقامة حفلة غنائية كبري للمطرب الأمريكي "روجر سانشيز" وكذلك حفل آخر للفنان الفرنسي "دافيد فندينا" وكذلك حفل آخر للفنان الفرنسي "كونتير موزيمان" كما ذكرت الصحف وكان هشام زعزوع وزير السياحة قد أعلن منذ أيام عن رغبته في إقامة هذه الحفلات بهدف تسليط الأضواء علي المقاصد السياحية المصرية.. بالذمة هل هذا كلام؟
وهل هذه الحفلات مقصود بها الدعاية السياحية لفرنسا أو أمريكا.. أو لمصر!! وهل الوقت الحالي والسياحة مضروبة بكل أنواع الضرب في مصر.. هل هذا الوقت مناسب لإقامة أي حفل من أن نوع.. إن المسألة.. مسألة مزاج.. ولدي الوزارة أموال لا تدري أين تنفقها.؟
والغريب أننا نعاني الأمرين جراء أزمة الدولار ونحن في حاجة إلي كل سنت.. ونريد عودة السياحة لتعويض الاقتصاد المصري عن نقص العملات الحرة.
طبعا الوزير لن يتردد في السفر بعد عودته من برلين إلي روسيا.. وطبعا سيلتقي كالعادة بممثلين عن قطاعات السياحة ويتحدث معهم الحديث المعتاد.. وعموما يارب يحقق ما يتمني وتتمناه شركات السياحة والفنادق.. المهم اضطررت إلي الكتابة مرة أخري عن السياحة بعد أن وجدت اتجاهات غريبة جدا لمشاركة وزارة السياحة في هذا المعرض.