إن الامم لا تسمو للقمم إلا من خلال اتباعها لمنهج الادارة الرشيدة والذي يتحقق من خلال أهداف مرسومة تتيح استغلال الموارد المتاحة وفق منهج محدد وبيئة معينة تعتني بالمعرفة بأساليب وطرق الإنتاج ومن البديهي أنه بدون توافر وتكامل عنصر الادارة لا يمكن للعملية الإنتاجية أن تتم وليس العكس كما هللت بعض وسائل الاعلام منذ أيام قليلة نقلا عن إحدي القنوات العربية والتي صرح من خلالها عالم اقتصادي بأن قوة الاوطان اقتصاديا يكمن في الاتجاه للانتاج الغزير مما يعد خطأً فادحا لانه كما ذكرنا أن الادارة تعد الركيزة الاساسية لتقدم الدول.
ولان الرئيس عبد الفتاح السيسي يعتمد علي منهج الادارة الحديث في ادارة الدولة كانت زيارته لليابان التي تتصدر مشهد المجتمعات المتقدمة تلك الدولة التي اعتمدت الإدارة اول عنصر من عناصر الإنتاج حيث استطاعت بفضل ذلك أن تصبح من أترف الدول تقدماً ورقياً رغم افتقارها للموارد الطبيعية وللعلم فان اليابان المعجزة تقوم باستيراد المواد الخام من خارج البلد ثم تصنعها وتصدرها لدول العالم كسلع جاهزة للاستخدام وبالتالي فان الفيصل في تقدم ورقي المجتمعات هو الإدارة الذي يعتمد العنصر البشري كقوي عاملة وليس توافر الموارد.
اعتمدت اليابان في تقدمها علي أهداف ادارية متوازنة التزمت بها فكانت وعاشت وأهمها الاستمرار بجدية فكان النجاح وتحقيق الذات وفق الالتزام بالقوانين والأنظمة والتعليمات التشريعية مما أدي في النهاية إلي رفع مستوي المعيشة وتوافر المزايا المالية والعينية.
ولعل منظومة القوات المسلحة المصرية خير مثال في انتهاجها لمسلك الادارة القويم مما أدي لان تصبح المؤسسة المؤهلة لتحقيق التأمين الإداري والاكتفاء الذاتي لتشكيلات ووحدات القوات المسلحة فضلا عن معاونة القطاع المدني للارتقاء بمستوي إعاشة الفرد المصري في كل المجالات بدءا من إنتاج الخبز بطاقة انتاجية تصل إلي 3 ملايين رغيف يوميا بالاضافة لانشاء مصانع لإنتاج المكرونة وتعبئة الخضراوات والأثاثات والمنتجات الخشبية والمعدنية وتصديرها للعديد من الدول وتوفير احتياجات المستشفيات العسكرية ووزارة الصحة فضلا عن اعتمادها لتطوير الأداء من خلال عدد من المبتكرات والبحوث الفنية ونظم المحاكيات ومساعدات التدريب لمواكبة التطور العالمي في كافة المجالات الإدارية.
كما أن الوزارة الشرطية نجحت في تقديم المعاونة لضباطها وللمجتمع المدني عن طريق ادارة امكانات مصلحة السجون حيث وفرت من خلالها منتجات الأثاث الخشبي والمعدني والحيواني والداجني وكافة السلع الغذائية وفي الوقت ذاته فان تلك الوزارة تعتمد المنهج الامني الاداري للحفاظ علي صحة المواطنين حيث تمكنت مباحث شرطة التموين والتجارة الداخلية بالقاهرة منذ أيام قليلة من ضبط 7 أطنان سلعاً غذائية فاسدة "طحينة وحلاوة طحينية وزيت طعام وسمسم ومفتقة" بمصنع غير مرخص بالبساتين مستخدما مواد غير صالحة للاستخدام الآدمي وتعبئة المنتج النهائي داخل عبوات جديدة مدون عليها أسماء وعلامات لكبري الشركات وأنها ذات منشأ أجنبي.
وبالورقة والقلم والمسطرة فان استنشاق رئة أية دولة لعقار الادارة السليم يمنحها قبلة الانتاج الرشيد ومن يؤمن بغير ذلك فلينتظر قسوة الخراب والذل والاحتياج ولن تنفعه العقاقير ولا القسطرة.