السيد العزاوى
أين قناة الأزهر التليفزيونية لمواجهة الهجمات ونشر صحيح الدين؟!
ظل الأزهر علي مدي أكثر من ألف عام منارة للعلم والعلماء. ساحته تضم طلابا من كل دول العالم شرقا وغربا رجالات هذا الصرح العلمي ينشرون تعاليم الدين الحنيف بوسطية واعتدال وسماحة لا تعرف العنف أو التطرف ويرفضون التشدد تحت أي مسمي. أضواء الأزهر الشريف تملأ الساحة علما بفكر مستنير ورغم انهم يتصدون لكل من يحاول النيل من الاسلام وقيمه الخالدة الا انهم يتقبلون الرأي الآخر بكل رحابة الصدر ومن درس بالأزهر يعرف هذه الحقائق فها هو الإمام الشافعي صاحب أحد المذاهب الأربعة التي يجري تدريسها بالمعاهد الأزهرية يقول: رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب.
وعلي يد هؤلاء العلماء الاجلاء تعلمت الكثير من هذه الآراء الصريحة والواضحة ولقد كان هؤلاء الرجال يبذلون اقصي الجهد من أجل نور العلم وتوضيح الحقائق مجالات متعددة تمتد إلي كل العلوم بشتي جوانبها وفروعها ويمتلكون كنوزا من فروع العلوم حتي الرياضة والحساب ولقد أجد أحد هؤلاء الشيوخ بزيه الأزهري يشرح لابنائه الكثير من مسائل الرياضة والتفاضل والتكامل ويتصدي لأعقد المسائل ويشرحها لأبنائه ببساطة وسهولة في التعبير وبأسلوب يجعل الطلاب يعشقون هذه المادة رغم صعوبة اضابيرها ودقائقها كانوا بحورا في نشر العلم والفضائل وعلي مدي خمسة عشر عاما اغترفت من علوم هؤلاء الاجلاء الكثير كما تعلمت منهم جوانب علمية مضيئة استفدت بها كثيرا في حياتي علي أرض الواقع مع الآلاف من امثالي وكانوا يفندون الشبهات ويدفعون عن قيم الدين الحنيف كل ألوان الزيف والضلال بعلم غزير وتوضيح للحقائق تلقم أي خصم حجرا خشية الله تملأ قلوب هؤلاء العلماء وكما يقولون إمام الدعاة فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله: صدروا علم الاسلام إلي كل الدنيا. صدروه حتي إلي البلد التي نزل به هذا النور المبين.
ومهما تكن الظروف وتطورات الايام فإن دور هؤلاء الرجال سوف يظل مشرقا وسوف تتضاعف مسئوليتهم في ظل هذا التطور التكنولوجي وعصر الفضائيات والسماوات المفتوحة خاصة فيما تتناوله بعض الفضائيات والقنوات التليفزيونية من تطاول وهجمات شرسة ضد هؤلاء العلماء الشوامخ وضد كتب التراث وفي مقدمتها صحيح الامام البخاري واثارة الأقاويل ضد بعض الأحاديث التي تضمنها إلي غير ذلك من التطاول علي كتب التراث ومناهج الأزهر التي يجري اتهامها بأنها سبب العنف ونشر التطرف زورا وبهتانا فقد درست وتتلمذت علي هذه المناهج طوال خمسة عشر عاما ولم أر دعوة للتطرف أو العنف وكل ما كان يعترضنا من تساؤلات كان علماؤنا الأفاضل يجيبون بعلم ومعرفة وسعة صدر لكن التطاول تجاوز كل الخطوط ويتعين في اطار المسئولية الملقاة علي عاتق هؤلاء العلماء التصدي لها بسعة صدر وصبر وتفنيد لكل ما يثار ضد صحيح البخاري وصحيح مسلم وغيرها من كتب التراث وبذل اقصي الجهد لتبديد هذه الشبهات وازاحة هذه التشوهات التي تتردد علي مدي ساعات في بث لبعض القنوات التليفزيونية وبتحد سافر واتهامات ضد شيوخ الأزهر واعلامه.
التساؤل الذي يفرض نفسه ضمن هذه السطور أين قناة الأزهر الشريف التليفزيونية؟ فقد طال انتظارها واصبحت الساحة متعطشة لهذا الدور الضروري في هذه الايام في ظل هذا التشويه والهجمات الشرسة والتطاول المرفوض وهل ليس لدي الأزهر الامكانيات لكي تري هذه القناة النور؟