الجمهورية
عبد الرحمن فهمى
هل أنا أحرث في البحر؟!!
لو فتح محافظ الإسكندرية درج مكتبه سيجد عددا من المشروعات التي تحافظ للثغر علي لقب "عروس البحر الأبيض".. إلا إذا كان قد تم تغيير المكتب!!!.. بعض هذه المشروعات مضي عليها ما يقرب من ربع قرن دون دراسة وبالتالي دون موافقة.. قبل يومها إن بعض شواطئ أوروبا تكاد تسرق اللقب من الإسكندرية.. فبينما تهتم دول أوروبا بشواطئها كانت الإسكندرية تعاني من إهمال وعدم التجديد والتغيير!!.. تقدمت بعض الشركات العالمية ببعض المشروعات العملاقة فلم تلق الاهتمام الواجب!!!.. فهل آن الأوان لنراجع دفاترنا القديمة!!!
***
نسيت هذه المشروعات وإن كنت لا أزال أذكر مشروعين.. كوبري علوي فوق الكورنيش من قصر المنتزه إلي قصر رأس التين دون أي عمود أرضي فوق الساحل.. وهو مشروع ياباني لن يكلفنا دولارا واحدا.
أتذكر هذا المشروع لأنه كان يعاصر مشروعا آخر لنا علاقة به.. فقد كانت نفس الشركة ستبني أضخم وأعلي ناطحة سحاب في العتبة "الخضراء سابقا" مكان عمارة "ماتاتيا"!!! لأن الأرض الفضاء أمام عمارة "ماتاتيا" تمتد بطول العتبة ثم شارع الأزهر العريض حتي ميدان سيدنا الحسين والأزهر.. فكان التفكير في بناء ما يقرب من برج إيفل بباريس.. وكانت هناك صلة بين الكوبري العلوي بالإسكندرية وهذه العمارة ليس فقط لأنها شركة واحدة التي ستقوم بالبناء هنا وهناك ولكن أيضا لأن البناء سيكون بطريقة واحدة.. وهو الحديد!!! علي غرار "البيت الحديدي" في بورسعيد!!!
تم دفن مشروع الكوبري العلوي علي كورنيش الإسكندرية كعادة عهد مبارك الذي كان يحارب كل مشروع جديد!!! خاصة وأن محافظة القاهرة في نفس الوقت قررت نزع ملكية عمارة "ماتاتيا" استمرارا في سياسة مبارك في محاربة أصحاب العمارة وتم التعويض بقروش!!! لأهم موقع في القاهرة!!! وبدلا من عمارة حديدية تنافس عمارة زجاجية لهيئة الأمم المتحدة في نيويورك توجد الآن حديقة مهملة وسط حي تجاري شعبي لا أعتقد أن دخل هذه الحديقة أحد ولا حتي في يوم شم النسيم!!!
***
المشروع الثاني الذي تم وأده في المهد.. هو مد الشاطئ السكندري غربا حتي ضاحية أبوقير!!!.. كان مشروع الساحل الشمالي في مرحلة التفكير والتنفيذ أيام حسب الله الكفراوي.. وكانت ميزة ضم أبي قير أنها ستحيي مدينة الإسكندرية نفسها صاحبة التاريخ الطويل والاسم العريق ووقف هذا الإهمال في ثاني مدينة في القطر.. أما الساحل الشمالي فهو موضوع آخر.. ومع ذلك تمت محاربة مشروع أبي قير.. كانت أخطر وأهم معارضة من هيئة الأوقاف باعتبارها صاحبة الأرض!!!
يومها كتبت كثيرا في هذا الموضوع.. ربما كان هذا هو سبب عدم نسياني هذا المشروع أيضا.. فقد كتبت أيامها أن هيئة الأوقاف نفسها ملك للدولة.. الدولة هي صاحبة الأرض وصاحبة الهيئة نفسها فهي جزء من حكومة الدولة.. وإذا كانت المحافظة ستمهد هذه الأرض الزراعية المهملة التي تتخللها مستنقعات مليئة بالضفادع حتي أنك تسمع صوت الضفادع طوال طريقك إلي المعمورة!!! إذا كانت المحافظة ستمهد الأرض وتقوم ببيع أجزاء منها فلتأخذ الهيئة جزءا من الثمن مثلا.
***
كل شيء ممكن.. المهم هو العمل والإنجاز بأسرع ما يمكن وبأقل تكاليف.. الناس تريد التغيير والانطلاق إلي الأمام.
هل تعرفون مولد شاطئ المعمورة التي كان الدخول فيها بتذاكر مثل المسرح والسينما.. ولا أدري هل هذا النظام موجود حتي الآن أم لا؟؟
في بداية الثورة.. كان عبدالناصر وعبدالحكيم عامر يقضيان فترة من الصيف في شقتين في عمارة الأوقاف بالشاطبي وكان يحلو لهما التريض مشيا علي الكورنيش في ساعة متأخرة من الليل!!! ورغم ذلك كان الكورنيش لا يخلو من الناس.. فتقرر بناء فيلتين صغيرتين في آخر الإسكندرية بعيدا عن أي مبان.. بل بعيدا عن قصر المنتزه نفسه!!!.. ثم بدأ التسلل إلي هذه المنطقة التي أمام الفيلتين.. وبدأ بيع الأراضي لمن يريد بناء فيلا ومن يريد فندق وهكذا حتي أصبحت الأرض "معمورة بالناس" فأسموها "معمورة"!!!.. لماذا لا تتصل المعمورة بأبي قير وبينهما أكثر من بلاج أو اثنين مثلا لتخفيف الضغط علي "عروس البحر"؟؟!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف