متى يكتب كاتب كبير عن مبدع من جيل الوسط أو جيل الشباب دون ان يكون المبدع الصغير قد طارده فى ليله ونهاره لحثه على قراءة عمله واستطلاع وجهة نظره فيه.
فى اغلب الأحيان لا يحدث إلا فى حالات المجاملات التى تعود إلى أن العمل يخص صاحبه ولا يهم ما الذى جاء به.
ويتحدث هؤلاء الكبار عن رحلة البدايات وكيف كان الدعم اللا محدود الذى حصلوا عليه من جيل الرواد عونا فى شق الطريق، وسندا فى مواجهة لحظة اليأس وعبورها، لكن ينسى الكبار دوما تلك التفاصيل مع أول اختبار حقيقى ويتجاهلون بشكل صارخ جهد وابداع الشباب دون تفسير مقنع بحجج ضيق الوقت .
ولهذا تراجعت فى مصر بشكل مخيف الحركة النقدية فى مختلف التخصصات ، مما اثرت على ظهور آجيال جديدة موهوبة لديها طموحات فى الكتابة والنشر.
لا يهتم كبار الكتاب بقراءة الأعمال التى تصل اليهم كما لو كان الكاتب منهم يتخذ قرارا بأنه لا يرى فى انتاج غيره ما يستحق المطالعة . فى حين يستمرئ الكتابة بشكل أقرب إلى الملل فى المناسبات عن الرواد الكبار، والحديث عن ابداعهم وسرد الذكريات معهم .
عدم الاهتمام بابداعات الأجيال الجديدة ينسحب على غالبية الأسماء الكبيرة التى تتعاطى الكتابة والأدب، وقد تكون تجارب الشباب معهم غاية فى الصدمة والمفاجأة ، حيث يظهر الكاتب القدير منهم عبر الشاشات او من خلال مقالاته وهو يقف على منبر الوعظ والإرشاد يخاطب القمة فى السلطة عن كيف يمكن ان تستوعب الشباب واستيعاب طاقاته وبعد ان ينته من كلامه يعود طبيعيا لا يعبأ بالفكرة ولا يهتم بالموضوع .
وعندما تسأل القارئ الطبيعى عن اهم 10 كتب قرأتها ؟ ربما تكون اجابته هى الكتب التى لم أقرأها بعد، فمن يدرى قد يكون هناك كتاب لم يطالعه فى منتهى الأهمية من حيث الفكرة والموضوع والمعالجة .
فكل كتاب هو اضافة وقيمة ، وقطعا يستفيد منه القارئ، وليت الكاتب حلمى النمنم وزير الثافة يسهم فى عودة الحركة النقدية من خلال جوائز تقدمها الدولة للمبدعين بعيدا عن الجوائز التقديرية والتشجيعية .