الجمهورية
حسن الرشيدى
هؤلاء يصنعون إرهابيين!!
توصلت تحقيقات النيابة.. إلي أن مدرس اللغة العربية المتهم بقتل التلميذ إسلام.. قد انهال بعصا غليظة علي رأس الطفل حتي أصيب بغيبوبة وفارق الحياة.. لذلك أمر المستشار طارق أبوزيد. المحامي العام لنيابات جنوب القاهرة بإحالة المدرس إلي محكمة الجنايات بتهمة ضرب أفضي إلي الموت.
تلك القضية هزت الرأي العام.. لأن عنف المدرس أدي لقتل طفل صغير نتيجة نزيف حاد بالمخ من أثر العصا الغليظة التي دأب هذا المدرس المتسلط العنيف علي استخدامها ضد التلاميذ.. رغم أن هذا التلميذ الصغير لم يرتكب جرماً أو خطيئة.
تلك القضية تثير ما يجري في المدارس من حالة تسيب وفوضي وعنف وإرهاب.
لا أستطيع أن أصف المدرس بأنه قاتل. حتي انتهاء التحقيقات القضائية.. وصدور حكم نهائي.. ولكن ما قاله التلاميذ أصدقاء وزملاء الطفل إسلام. يثير الأحزان والأوجاع.. لأن مدارسنا مازالت تعاني من المدرسين المتطرفين.. الذين يعتمدون العنف منهجاً.. لتربية وتعليم الصغار.. ويرفعون العصا الغليظة للترهيب.. واستخدامها للعقاب بلا رحمة.
وما يثير مخاوفي وآلامي أكثر. أن بعض المدرسين من زملاء المدرس يدافعون عنه.. ويدعون أنه رجل طيب.. ويعمل بضمير.. رغم أن تلك الأقوال مضادة تماماً لما يقوله التلاميذ الذين أكدوا معاناتهم من هذا المدرس. الذي وصفوه ب"المرعب البشع" الذي يحمل عصاه الغليظة بصفة دائمة.. فالمدرس له "أعوان" يناصرونه.
هيئة المدرس.. بكل صراحة.. تثير خوف وفزع أي طفل أو تلميذ.. ولا ينبغي أن يكون المعلمون بالمدارس. علي هذه الهيئة أبداً.. أو هذا الشكل الذي لا شك يخيف ويفزع الكبار قبل الصغار.. وهنا أتحدث عن المظهر الخارجي للمدرس القاتل. ولا أبحث في نواياه.. لأن النية محلها القلب.
في الحقيقة.. عندما رأيت المدرس علي بعض الشاشات.. انتابني الإحساس مثل غيري. وهم كُثر.. بأن مدارسنا تعاني من تواجد متطرفين داعمين للإرهاب بين جدرانها.. ووسط التلاميذ.. وهو ما يمثل خطراً جسيماً علي الوطن.
تطرف بعض المدرسين ودعمهم للإرهاب. لا ريب أكبر المشاكل الشائكة التي تواجه وزير التربية والتعليم الجديد الدكتور محب الرافعي.. بجانب مشكلة تعديل المناهج المقررة علي التلاميذ.
هذه المشكلة تتطلب أن يكون الوزير الجديد قوياً وحاسماً. وقادراً علي اتخاذ القرارات. ومحاسبة المتطرفين. أو المحرضين علي الإرهاب والعنف. بلا خوف حتي لو أدي الأمر لفصلهم نهائياً بعد ثبوت إدانتهم. لإنقاذ أطفالنا وشبابنا.. وحماية الوطن.
للأسف.. هناك مدرسون بالمدارس.. وأساتذة بالجامعات. يغذون العنف والإرهاب.. وهؤلاء أخطر من القنابل نفسها.. لأنهم يصنعون إرهابيين جدداً.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف