سناء السعيد
بدون رتوش- الأرض هى العرض
الأمل يراود الجميع فى أن تنجح جولة مباحثات جنيف (3 ) ــ المقرر أن تبدأ أعمالها اليوم ــ فى الوصول إلى توافق طرفي الحوار السورى برعاية « دى ميستورا» حول ايجاد تسوية سلمية للأزمة السورية التى أكملت عامها الخامس. تعقد جولة المباحثات فى اطار جدول أعمال يركز على استمرار كل الأطراف فى الالتزام بوقف اطلاق النار والجلوس إلى مائدة التفاوض دون شروط مسبقة والاتفاق على تشكيل حكومة موسعة تشمل الحكم والمعارضة، وتشكيل هيئة تنفيذية من الطرفين كى تعكف على وضع دستور جديد للبلاد مع اجراء انتخابات برلمانية ورئاسية فى فترة زمنية لا تزيد عن 18 شهراً.
يأتى اجتماع جنيف اليوم كمؤشر على نجاح اتفاق وقف اطلاق النار الذى بدأ تنفيذه منذ 27 فبراير الماضى. وهو ما شجع روسيا وأمريكا ودولا كألمانيا وبريطانيا وايطاليا على المضى قدما فى العملية السياسية لاحراز تسوية فى أسرع وقت ممكن فى اطار يحفظ وحدة الدولة بما يعنى اسقاط كل خطط التقسيم التى لوحت بها أمريكا.ولا شك أن الحفاظ على وحدة الدولة يتطلب الحفاظ على النظام بوصفه خطا أحمر لا يمكن للخارج أن يتدخل فيه، فمصير الرئيس الأسد هو رهن بالشعب وبصناديق الانتخاب بحيث لا يجوز لآية دولة أن تحشر نفسها وتطالب برحيله وإلا كانت بذلك تصادر حق الشعب فى اختيار رئيسه. وبالتالى تسقط دعاوى الدول التى ما فتئت تلح على ضرورة رحيل النظام، فهذا شأن داخلى محض ولا يمكن للخارج أن يقحم نفسه فى أمر لا يعنيه. وإلا كان ذلك تجاوزا للحدود المرعية وخروجا على الأعراف والقيم.
ولهذا يتعين على كل من يشارك فى حلبة المحادثات التى تجرى فى جنيف اليوم أن يضع فى اعتباره أن مستقبل النظام السياسى فى سوريا هو أمر يخص الشعب السورى وحده وبالتالى لا يمكن السطو عليه أومصادرته تحقيقا لنوايا شيطانية آثمة تهدف إلى اضعاف سوريا لينتهى بها الأمر إلى التقسيم وهو المخطط الذى رسمته الولايات المتحدة لدول المنطقة منذ أن غزت العراق 2003. وللأسف رأينا دولا إقليمية كتركيا ودولا عربية تنصب نفسها أداة لبلوغ هذا الهدف. غاب عنها أنه فيما إذا نجحت المؤامرة وتم تقسيم سوريا فسيرتد عليها ذلك بالتبعية لتصبح بدورها فى دائرة التقسيم.
من الضرورى بمكان الحفاظ على وحدة الأراضى السورية، فوحدة الدولة هو حجر الزاوية لا سيما وأن تقسيم سوريا فيما إذا حدث سيكون بداية لتفعيله وتعميمه بعد ذلك على دول عربية أخرى خاصة الدول المؤثرة فى المنطقة والتى تملك موقعا استراتيجيا أو ثروات وطاقة. ولا شك أن التقسيم جريمة آثمة يتعين على الدول العربية أن تتكاتف وتتضامن لقطع الطريق على كل من يزرع الشوك ويعمد إلى الحاق الضرر بالدولة السورية من خلال استهداف وحدة أراضيها، فالأرض هى العرض ولهذا يتعين الحفاظ عليها لتفويت الفرصة على كل آثم مغرض وحسبى الله ونعم الوكيل....