كل علاقتي برابطة النقاد الرياضيين كانت في مناسبتين.. الأولي بمجرد ولادة الرابطة.. حتي لا أعلم حتي اليوم من صاحب فكرة الرابطة وتبناها حتي صدر قرار إنشائها من نقابة الصحفيين.. فقد فوجئت ببعض كبار النقاد أيامها يعرضون عليّ رئاسة الرابطة في أول انتخابات لها باعتباري - كما يقولون هم - أدخلت لأول مرة "عناصر الصحافة" في باب الرياضة.. منذ أوائل الخمسينيات.. لم يعد باب الرياضة مواعيد المباريات ونتائجها في ركن صفحة.. بل شمل باب الرياضة كل "عناصر الصحافة" من الخبر بجواره الرأي وعمود يومي مثل السياسة والريبورتاج والأحاديث.. حتي الكاريكاتير ورحم الله استاذنا عبدالسميع والمرحوم مصطفي حسين.. حتي القصة القصيرة.. استكتب أستاذنا إحسان عبدالقدوس قصتين.. إحداهما كانت قصة عبدالكريم صقر - بدون ذكر أسماء طبعاً - هذا "الخرافة الكروية" الذي يستطيع أن يحاور و"يغازل" فريقاً بأكمله.. نجم النجوم ضحكت عليه راقصة بالإسكندرية وتزوجته.. بطل القصة حاور كل الدفاع حتي حارس المرمي ثم يتعب ويلقي بالكرة خارج المرمي الخالي!! فأخذ يشوط قائم المرمي بقدمه بعنف حتي انكسرت ساقه حمله الإسعاف لا إلي خارج الملعب بل إلي خارج التاريخ!! أسلوب إحسان الرائع.
***
المهم.. سرحت.. كان ردي علي زملائي واصدقائي وأحبابي الاعتذار.. طول عمري ابتعد عن المناصب الشرفية لم أرشح نفسي قط في أي مجال.. نقابة الصحفيين رغم عضويتي من مايو 1950 اعتذرت عن الترشيح رغم أن خالي هو أول نقيب وهو الذي أنشأ النقابة.. ولا في المجالس النيابية رغم احتكار الأسرة لثلاث دوائر سنوات طويلة جداً.
المهم.. ثاني صلة لي بالرابطة حينما تلقيت مكالمة تليفونية من الصديق عصام عبدالمنعم يخطرني فيها باختياري ممثلاً للرابطة في تكريم الرموز في أول عيد رياضي في مصر.. وسبق أن كتبت هذه القصة.. الأخ زكريا عزمي كعادته كل ليلة يعرض أهم الأحداث علي الرئيس المخلوع مبارك الذي قرأ اسمي فقرر الاعتذار عن حضور أول عيد رياضي!! فاتصل زكريا عزمي برئيس الوزراء الدكتور أحمد نظيف الذي قرر إقامة مباراة طريفة بجوار منزله بين فريق يضمه ومعه بعض الوزراء والمسئولين ضد منتخب اتحاد الكرة برئاسة سمير زاهر.. كان مبارك يعادي أسرتي ولكن ما ذنبي!!
***
أعود للسؤال الهام وهو سبب كل ذلك اللت والعجن.. السؤال هو: ما عمل الرابطة؟؟ ماذا تفعله الرابطة للرياضة والنقاد الآن؟!
زمان تولت الرابطة مهمة تحديد اسماء النقاد الذين يرافقون الفرق إلي الخارج حتي تكون بالدور ويسافر الجميع.. كان هذا أيام السفر علي نفقة الدولة.. اليوم انتهي هذا الموضوع.. إذن ما هو عملها الآن؟؟
ممكن جداً أن يكون للرابطة أهم دور يفيد البلد كلها.. صفحات الرياضة هي أهم صفحات يتابعها الناس.. والرياضة خاصة هذه الأيام لها مشاكل كثيرة احتلت الأعمدة الصحفية السياسية قبل الرياضية.. كبار صحفيي مصر يكتبون الآن في الرياضة وعلي رأسهم الكاتب الكبير صلاح منتصر.. فلماذا لا تجتمع الرابطة ويكون لها موقف من أحداث هذه الأيام.. لماذا مثلاً لا تصدر بياناً برأيها في تأييد قرار بتجميد من يبيع مصر لصالحه الشخصي ورفض محاولات إرجاعه.. مثلاً.. أو هذا المدرب الذي هرب من باب خلفي بمطار القاهرة بعيداً عن الناس.. مثلاً.. مثلاً.. ممكن جداً تكون الرابطة هي حديث كل الناس.. فهل تفعل؟؟