خالد السكران
من أول السطر- دموع البسطاء وابتسامات الوزير!
بكت السيدة العجوز بحرقة شديدة بعد أن أوقف مكتب التموين بمدينة 6 أكتوبر كارت صرف الخبز الخاص بها وأخذت تضرب كفا علي كف وتقول: حسبي الله ونعم الوكيل.. عليه العوض ومنه العوض.. منك لله يا حكومة!
وقد حكي لي بعض الأصدقاء مشاهد أخري ومواقف مخزية ومهينة لا تليق بأهالي المحروسة بعد ثورتين متتاليتين ومن الممكن أن ترصد هذه المآسي بصفة يومية أمام الأفران ومنافذ توزيع الخبز ومكاتب التموين في كل المحافظات.
الشكاوي لا تنقطع من وقف بطاقات الخبز والأعطال المستمرة لماكينات الصرف الصيني الفشنك والتزوير في كروت الخبز وسرقة البطاقات من مكاتب التموين. علاوة علي التعطل الدائم للبطاقات الذكية والتي أصبحت في قمة الغباء بغرض تضليل الناس والتلاعب في نقاط الخبز.
ومما يثير المزيد من الغضب والاستهجان ان ضحايا منظومة الفشل يتزايدون يوميا والوزارة تصر علي التباهي بالنجاح الباهر للمنظومة العبقرية والوزير الهمام يؤكد انه أتي بمنظومة محكمة لا يشق لها غبار لتوزيع عدة أرغفة من الخبز وبعض زجاجات من الزيت!
ويخرج الوزير علينا من آن لآخر بابتسامات صفراء نافياً وجود أي خلل وان الدعم يذهب لمستحقيه ويعلن في كل مناسبة ان حكومة مصر حققت نصرا كبيرا في مجال توزيع الخبز. أما معاونوه بالوزارة الموقرة فيؤكدون ان كل شيء علي ما يرام رغم اختفاء السلع التموينية ونقص كميات الخبز ووقف البطاقات وضياعها ورحلة العذاب مع التجديد والنقل من حافظة لأخري أو داخل المحافظة.
نعم انتهت الطوابير إلي حد كبير بعد أن تم سحب البطاقات من المواطنين أو تعطيلها بفعل فاعل ولكن المشكلة لم تنته والواقع يؤكد الفشل الذريع للمنظومة والدلائل لا تعد ولا تحصي.
والآن المواطنون الغلابة في انتظار رحيل الوزير أو إيجاد حلول جديدة ومبدعة للخروج من هذا المستنقع والبحث عن طريقة لتوزيع الدعم ولو بصورة نقدية بعيداً عن هذا العبث.
وأعتقد ان حكومة لا تستطيع توزيع عدة أرغفة من العيش الحاف علي رعاياها من الفقراء والبسطاء لا تستحق ثقة الناس وآن لها أن ترحل غير مأسوف عليها إلي أن يأتي يوم علي المحروسة ويختفي فيه الحديث عن رغيف الخبز.. وإلي متي نظل في هذا التخبط والتوهان والحصاد المر لنتاج الفشل المتتابع!