مرسى عطا الله
نعم.. يريدونك رئيسا لا شهيدا!
لم يخطر علي بالي للحظة أن مقال أمس الأول الخميس تحت عنوان «نريدك رئيسا لا شهيدا» سوف يحظي بهذا الاهتمام الواسع من قراء وأصدقاء لا حصر لهم وفي مقدمتهم الصديق العزيز أحمد أبوالغيط وزير الخارجية الأسبق الذي أيقظني من النوم لحديث امتد قرابة نصف ساعة طفنا خلالها معا بمعظم قضايا الإقليم الذي يواجه تحديات لم تعرفها المنطقة منذ أكثر من خمسة قرون مضت.
وهي تحديات تفرض علي مصر دورا محوريا لا يقدر عليه في هذه المرحلة الدقيقة سوي الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي يريده الشعب عن صدق واقتناع بأن يكون «رئيسا لا شهيدا» لأنه حتي ولو كانت الشهادة بالنسبة له حلما ومغنما فإنها بالنسبة للمنطقة أمر فوق الطاقة وفوق الاحتمال.
والحقيقة أن القاسم المشترك في معظم الاتصالات التي تلقيتها هو الثقة في شخص السيسي ليس فقط كونه مقاتلا جسورا وإنما لأنه خلال الشهور القليلة التي تولي فيها مسئولية الحكم وسط أجواء اضطراب والتباس محلية وإقليمية ودولية أثبت للقاصي والداني أنه سياسي ذكي قادر علي قراءة المشهد برؤية استراتيجية لم تمس شغاف القلوب فحسب وإنما اخترقت العقول والأدمغة.
لقد كشفت لي الاتصالات والمكاتبات في الـ 48 ساعة الأخيرة أن شعب مصر لديه قرون استشعار حساسة توفر له قدرة الفرز والتمييز، فالرجل الذي يقود ببسالة حربا - مازالت مستمرة - ضد الإرهاب هو ذات الرجل الذي افتتح أمس أهم وأخطر مؤتمر اقتصادي عرفته مصر في تاريخها الحديث وأعطي من خلاله رسالة للدنيا كلها مفادها أن مصر بلد آمنة ومستقرة وجاذبة للاستثمار ومصممة علي البناء والتنمية.
ومن جانبي أقول إن هذا الحب المقرون بالثقة يجيء من أناس خارج لعبة الصراع علي الكراسي والمناصب وأن دافعهم الوحيد هو صحة الإدراك بأن السيسي يمتلك ميزة نسبية في سجل زعماء مصر وهي «كيمياء التأثير علي الجماهير» التي كان يمتلكها جمال عبدالناصر.
خير الكلام :
الفرق بين الاستقامة والمناورة كالفرق بين المشي والرقص !.