حازم هاشم
مكلمخانة- كيف تختار أمريكا موظفيها فى الخارج؟
فيما رأت زميلتنا زينب الدربى أن تعيين السفير الامريكى الأسبق فى القاهرة «ريتشارد دوني» يحقق أهدافاً سياسية خالصة من خلال منصبه الجديد الذى يعود به إلى القاهرة برئاسة الجامعة الأمريكية فيها!، حيث هو كما ترى الزميلة لا يحمل أى مؤهلات «أكاديمية» تجعله فى جدارة الاساتذة الذين يتولون من رئاسة الجامعات كما يشترط عندنا فى جامعات مصر، وقد نشرت «الوفد» أمس موضوعاً للزميل زكى السعدنى ورد فيه تصريح د. عمرو عزت سلامة ممثل الحكومة المصرية فى الجامعة الأمريكية بالقاهرة أن تعيين رئيس للجامعة الأمريكية يتم عن طريق مجلس أمناء الجامعة، وأكد د.سلامة أن الجامعة الامريكية لا تخضع لسلطة المجلس الأعلى للجامعات المصري، كما لا تخضع الجامعة الأمريكية لقانون الجامعات الخاصة المصرية، وأن رئيس الجامعة الامريكية على مدار تاريخها رئيسها أكاديمى يتم اختياره وفقاً لأهداف استراتيجية للجامعة، وليس للجامعة أى دور سياسى أو اكاديمي، ولا تتدخل فى الأمور السياسية أو الدينية، كما أكد د. أشرف حاتم أمين المجلس الأعلى للجامعات أن الجامعة الأمريكية تخضع لاتفاقية موقعة بين الحكومتين المصرية والأمريكية، وهناك ممثل للحكومة المصرية فى الجامعة يتم تعيينه بقرار من وزير التعليم العالى يمثل حلقة الوصل بين الحكومة المصرية والجامعة الأمريكية.
وفيما يأتى ما نشره الزميل زكى السعدنى من تحديد الوضع القانونى للجامعة الأمريكية بالقاهرة من حيث علاقتها بالمجلس الأعلى للجامعات المصرية وقانون الجامعات الخاصة، وتأكيد ممثل الحكومة المصرية فى الجامعة الأمريكية أنه ليس للجامعة أى دور سياسي، تعود الزميلة زينب الدربى إلى التأكيد على الهدف السياسى من تعيين السفير «ريتشارد دوني» رئيساً للجامعة الامريكية بالقاهرة، وتستند زينب إلى حيثيات تعيين «دوني» التى تقول: «إن الجامعة الأمريكية فى المرحلة القادمة والممتدة حتى عام 2019 يمكنها أن تلعب دوراً فى تحسين الحياة السياسية والثقافية والاجتماعية فى مصر والمنطقة»، ولست أرى بي حاجة إلى الاطلاع على الاثباتات التى أتت بها الزميلة تؤكد الاهداف السياسية من الترشيح!، فعهدى بالأمريكيين دائماً أنهم تظل لهم دائماً المرامى والأغراض السياسية التى ترافق كافة الاجراءات والاتجاهات التى تذهب إليها المصالح الامريكية كما تقدرها الولايات المتحدة وحدها فقط، ويأتى اختيار العناصر التى تؤدى المهام التى تتقرر لإقرار سياسات معينة!، ولا يمكن أن تكون هناك شروط موضوعية للاختيارات التى تقع على العناصر التى تؤدى المهام!، وإنما تخضع الاختيارات لمعايير تقدرها الادارة الامريكية وحدها، وليس هذا التقدير غير التعبير عن الاقتناع بوضع العنصر المناسب فى المكان المناسب لداخل أو خارج الولايات المتحدة الامريكية، ولو طبقنا هذا على السفير الامريكى الاسبق فى القاهرة، والذى عين رئيساً للجامعة الامريكية بالقاهرة مؤخراً، فنحن هناك أمام رجل يتقن خمس لغات ضمنها العربية، وله تاريخ دبلوماسى طويل بدأ عام 1978، وقد استوعب بسرعة ملحوظة ما حوله فى المجتمعات التى عاصر الحياة فيها وتنقل فى مختلف ارجائها، لذلك أرى أن الدفاع عن اختيار «دوني» فى اطار المعروف عن المقاصد السياسية الامريكية يمكن فهمه واستيعابه بسهولة، وليس الذين لديهم ما ينفون به علاقة تعيين هذا السفير بالسياسة غير معاكسة المستقر فى ضمائر المصريين من مدركات ما تنطوى عليه السياسة الأمريكية فى مصر والشرق الأوسط بعامة، وسيأتى السفير الاسبق رئيساً للجامعة الامريكية بالقاهرة، ويقضى مدته المقررة ليلعب بالأوراق المتاحة له، ولكنه لن يكون وحده فى الميدان، فنحن له عندما يقصد إلى تجاوز عمله كرئيس جامعة!