الوفد
عباس الطرابيلى
هموم مصرية- كعب أخيل.. العرب
لم يفاجئني الموقف العراقي الأخير من دعمها للميليشيات الإرهابية والمسلحة- بمناسبة اعتبار «حزب الله» اللبناني- منظمة إرهابية.. بل لم يفاجئني موقف العراق ودخول العراق في معركة كلامية بين إبراهيم الجعفري، وزير خارجية العراق، وبين الأزهر الشريف.. فالأزهر أعرب عن استنكاره الشديد لما نشر علي لسان وزير خارجية العراق، الشيعي المتطرف، من أن بلاده تشيد بممارسات وتنظيمات تم تصنيفها كجماعات إرهابية، مشدداً علي أن ذلك يعد استغلالاً غير مقبول لمواقف الأزهر المعتدلة.. بينما العراق يقف وراءها تنفيذاً لأجندات ومخططات سياسية تدعمها أطراف خارجية هدفها زعزعة الأمن في المنطقة.. خاصة ان الإمام الأكبر أكد خلال لقائه بوزير خارجية العراق ضرورة وقف الممارسات الإجرامية لهذه الميليشيات الطائفية، ضد أهل السُنة.
<< أقول ان مواقف العراق الأخيرة لم تدهشني.. بل لها سوابق عديدة إذ كانت العراق دائماً تطبق سياسة «خالف تعرف».
فهل ننسي موقف الجيش العراقي- خلال حرب فلسطين الأولي عام 1948.. عندما انكشف موقف وحدات كبيرة من الجيش المصري في منطقة الفالوجة بفلسطين إذ رفض الجيش العراقي- في الجبهة- تحريك قواته لتخفيف الضغط علي هذه القوات المصرية وكان رد قيادة الجيش العراقي- في الجبهة- مجرد كلمتين هما «ماكو أوامر» أي ليست لديها تعليمات بالتحرك لإنقاذ الجيش المصري في الفالوجة.. فكان ان وقع حصار الفالوجة الشهير وكانت قواتنا هناك تحت قيادة الأميرالاي «العميد» سيد طه الشهير باسم «الضبع الأسود» وكان أركان حربه هو.. جمال عبدالناصر.. ولم يفك هذا الحصار إلا بعد توقيع اتفاقية «رودس» بين مصر وإسرائيل.
<< المرة الثانية ان العراق برئاسة وفدها نوري السعيد طلب ارجاء توقيعه علي محضر توقيع معاهدة الدفاع المشترك والتعاون الاقتصادي بين دول الجامعة العربية بقصر «أنطونيادس» بالإسكندرية يوم 17 يونيه 1950 بحجة ان العراق اقترح تأليف هيئة استشارية من رؤساء أركان حرب الجيوش العربية ولم يوقع العراق إلا يوم 2 فبراير 1951.
<< وها هو الآن يرفض اعتبار «حزب الله» الطائفي الشيعي في جنوب لبنان منظمة إرهابية.. وهو بهذا الموقف يخضغ للضغط الإيراني إذ تدعم إيران «حزب الله» بالمال والسلاح والتدريب.. بل ان هذا الحزب وراء عدم انتخاب رئيس جديد لجمهورية لبنان، وهو بذلك ينفذ رغبات أو أهداف إيران لاختراق هذا البلد الشقيق لبنان وأن «حزب الله» يعطي الفرصة الذهبية لوصول الأطماع الإيرانية إلي مياه البحر المتوسط جنوباً.. ليتكامل التواجد الإيراني الموجود الآن في شمال سوريا، وإيران كما نعلم، أكبر داعم لنظام «الأسد» في سوريا، بعد روسيا ولكليتهما قواعد عسكرية في شمال سوريا.
<< وهكذا انتقمت إيران من العراق بسبب الحرب الشرسة التي نشبت بين البلدين أيام صدام حسين ولمدة 8 سنوات بين عامي 1980 و1988 ولا ينكر أي عراقي ان بغداد لا يمكن أن تتخذ قراراً لا يتفق مع سياسة، أو مطامع طهران.. بل ان طهران تتدخل حتي في اختيار أي حكومة عراقية.. الآن، وأصبحت كل العراق- وليس الجنوب الشيعي وحده- تتحكم فيها إيران الشيعية.. رغم وجود حوالي 45٪ من سكان العراق.. من أهل السُنة.
<< والعراق دائماً كانت «كعب أخيل» وسط الإجماع العربي.. ولا ننسي ان كثيراً مما تعانيه المنطقة العربية بدأ منذ ارتكب صدام حسين جريمته الكبري عندما قام بغزو الكويت محاولاً القضاء علي هويتها الكويتية.. بل وهدد أيامها بغزو المنطقة الشرقية من السعودية، والوصول كذلك إلي غزو دولة الإمارات العربية.. بينما كان صدام حسين يدعي انه حامي البوابة الشرقية للوطن العربي.
وبسبب هذه السياسات العراقية تعيش المنطقة العربية أسوأ عهودها رغم ان العراق «كان» يمتلك امكانية قيام دولة كبري.. في المنطقة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف