المساء
محمد جبريل
ع البحري- أبوالغيط والجامعة الجديدة
أهنئ أحمد أبوالغيط. علي ثقة الحكومات العربية. وأدعوه إلي مجاوزة التحفظات التي أبداها قُطران عربيان. والسؤال الذي طرحه قُطر ثالث. والبدء في مهمته الصعبة. بداية من ترتيب البيت في الداخل. بحيث تتاح الفرصة للكفاءات والطاقات. وليس للشوفينية. أو الولاء للسلطة الحاكمة في هذا الإقليم أو ذاك. وانتهاء بجعل مؤتمرات القمة العربية نظاماً ثابتاً لا نبدل فيه. إلا لإقامة مؤتمرات طارئة تدعو إليها المشكلات المتوالية التي يعانيها الوطن العربي بتأثير مؤامرات وتدخلات دولية وإقليمية. تستهدف المنطقة العربية. ولا تقتصر علي قطر بذاته.
لعل السؤال الذي ربما ألقاه علي نفسه من يتأمل المشهد العربي الراهن: إذا لم يجتمع القادة العرب لدراسة الأوضاع الخطيرة التي يعيشها الوطن العربي. فمتي يجتمعون؟!
ثمة الخلافات في داخل كل قُطر. أو في العلاقة بين قُطر وآخر. وثمة المؤامرات والتدخلات الأجنبية السافرة والمستترة: الحرب الأهلية في سوريا.. الصراعات الطائفية في العراق.. التدخل الإيراني المعلن في اليمن.. معاناة السودان مرحلة انقسام الدولة الواحدة إلي دولتين.. تدهور الاقتصاد المصري ـ لأسباب يطول شرحها ـ في أعقاب ثورة يناير.. نذر تحول الدولة الواحدة في ليبيا إلي دويلات.. وظواهر أخري سلبية. كثيرة.
الأزمات هي التي تستدعي عقد الاجتماعات لتبادل الآراء. ومحاولة التوصل إلي حلول تقضي علي المشكلة الطارئة. أو تحد منها في أقل تقدير.
حين تجتمع المجموعات الإقليمية. فإن الدافع الأول لاجتماعاتها هو دراسة مستجدات تستحق الدراسة بالفعل. ليس الهدف من الاجتماعات مجرد تبادل القبلات. والحديث عن علاقات الأشقاء. وعن نبذ أي مظهر للخلاف. وأنه لا أكثر من زوبعة في فنجان!!
التخويف من تصاعد الخلافات بين قطر وآخر إلي حد التشابك بالأيدي ـ كما يثرثر الإعلام ـ ينطوي علي سذاجة. وافتقاد للإحساس بالمسئولية. وأن من يترأسون لا يستحقون الكراسي التي يجلسون عليها.. نستطيع البدء بقيادات تؤمن بمبدأ الحوار كحد أدني لمجاوزة الخلافات. بعيداً عن المنافرات القبلية.
ما نحتاجه هو الفعل الذي يعيد للجسد العربي بعض عافيته. فلا تتحول ظاهرة المليونيات التي كانت تعبيراً رائعاً لثورات العرب إلي معارك ضارية. غريبة. يتزعم أحد طرفيها رئيس مخلوع. بذل شعبه من أرواح أبنائه واقتصاده حتي نحاه عن الحكم. ولا تتحول الأوضاع في سوريا إلي حرب تدمير وإفناء وتفريغ القوة العسكرية من محتواها القومي. ولا تتفاقم مشكلات الأجناس الآسيوية الوافدة إلي الخليج. فتصبح العربية لغة متأخرة بعد لغات كثيرة يصعب حصرها. ولا تعكس الخلافات المغربية ـ الجزائرية توتراً دائماً بين القُطرين العربيين. ولعلي أضيف أنه يجب البدء في مناقشة الحقوق المشروعة للعرقيات داخل الوطن الواحد.
الخلافات هي التي تستدعي عقد الاجتماعات. للدراسة. واتخاذ الحلول التي تقضي علي جذور المشكلات. وترفض الوصاية الأجنبية. والابتزاز الذي يبلغ حد المطالبة بتمويل عمليات الغرب في حربه خارج الوطن العربي.
ذلك ما أدعو أبوالغيط إلي تبنيه. والدعوة إليه.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف