الجمهورية
عبد الرحمن فهمى
مدينة الانتاج !!
مازلت أتحدث عن ضرورة مساعدة المحافظين للحكومة وللسلطة.. بحل كل مشاكل المحافظ: بل أيضا والنهوض بها وتغيير وجه البلد لما هو أحسن وأجمل ورفاهية.. بل أيضا وحب وتعاون ومشاركة.. وضربت أمثالا بالمحافظين القدامي.. من يقول ان مدينة مثل دمنهور تنافس القاهرة.. لها استاد لعب فيه استانلي ماتيوز مع فريقي الأهلي والزمالك ولم يحضر فريق أجنبي الا ولعب في دمنهور وهو في طريقه من القاهرة الي الاسكندرية.. لم يقم حفل ما علي مسرح الأوبرا بالقاهرة الا في نفس الأسبوع أقيمت نفس الحفلة علي مسرح أوبرا دمنهور.
***
الدولة تقابل مشاكل لا حد لها.. الأعداء حشدوا كل قواهم للدخول في معارك ضارية في كل الميادين.. الاقتصادية والتجارية والدبلوماسية واعلاميا وأيضا الأمنية.. في نفس الوقت الذي يتسولون فيه الصلح!!!... الدولة تحتاج أن نقف جميعا خلفها وأمامها وبجانبها من الجهتين.
المؤامرات ضد مصر من زمان.. من أيام محمد علي الكبير 1805!!! ثم الخديو اسماعيل حينما أغرقوه في الديون ثم تلاعبت الدول الكبري بباقي أسرة محمد علي الي ان جاءت ثورة يوليو فتركوا اسرائيل لتحطيم أقوي جيش وطيران وافلاس أغني دولة المؤامرات من زمن بعيد.. ثم جاء السياسي العسكري المحنك أنور السادات حقق معجزة أكتوبر ثم أراد أن ينهض بالبلد فقتلوه يوم عرسه!!! ثم عشنا أسوأ ثلاثين سنة تحت وصاية كاملة من العدو!!! لا نركب جلدة حنفية الا بعد استئذان أمريكا!!!
الآن جاء من يريد أن ينقذ البلد فتحالفت قوي الاستعمار ضده.. ومع الأسف اشترت هذه القوي المعادية بعض ضعاف النفوس لتكون الحرب من الداخل والخارج..
***
لماذا اكتب هذا الكلام اليوم؟؟؟
لأنني أحلم ثم أحلم بأن ال 27 محافظا يعملون ليل نهار لحل مشاكل المحافظة بعيدا عن القاهرة.. القاهرة فيها ما يكفيها وأكثر.. بل ويبعدون أيضا عن الخزانة العامة.
***
وليس المحافظين فقط.. كل رئيس هيئة أو مصلحة ما..
زمان.. عندما كنا نقيم مهرجان التليفزيون في مدينة الانتاج كنت أحاول أن أعد الاستديوهات في هذا الممر الطويل جدا التي تؤجرها المدينة للفضائيات فلا أستطيع العد.. علي الجانبين استديوهات ضيقة ولكن تؤدي عملها بكفاءة.. ثم قيل لي أن هناك ممرا أطول من هذا الممر فيه استديوهات سينما ومسلسلات.. وهناك أماكن التصوير "لوكيشن" كثيرة.. حي ريفي وآخر شاطيء وشارع عماد الدين.. وغير ذلك.
بالمناسبة.. عندما كنا نعمل يوم الجمعة في المهرجان دخلنا مسجدا هناك في المدينة.. فوجدناه ضيقا جدا.. عبارة عن ممر ولكن الديكور الكبير علي واجهة المسجد مع بعض ديكورات خارج المسجد.. مجرد مسجد للتصوير فقط.. حتي ان المسئول عنه كان يخطيء في الآذان ويصحح له عمرو الليثي!!! فضلا عن فندق ومدينة ملاهي وبحيرة ومدرسة فنية.. وأشياء كثيرة جدا... سألت كم تكسب هذه المدينة كل يوم ولا أقول كل شهر!!!
قالوا لي: قل كم عدد الديون التي تعاني منها المدينة؟؟؟.. كانت مفاجأة!!! فتعجبت ولم أتكلم.. قالوا لي: انتاج المسلسلات يستغرق كل الايرادات ويزيد!!!
لا أدري هل هذا الوضع الشاذ مستمر حتي الآن أم لا؟؟.. رغم ان مدن الانتاج في الخارج تكسب ذهبا.. كتبت أيامها.. منذ أكثر من أربع سنوات لو كنت مسئولا عن هذه المدينة لكسبت أكثر من كل هذا ملايين.. لو كانت عندي كل هذه الامكانيات لعقدت اتفاقيات مع شركات الانتاج العالمية الكبري في أوروبا وأمريكا.. بل وفي آسيا أيضا.. لتصوير أفلامهم ومسلسلاتهم عندنا.. وعمل "دوبلير" باللغة العربية لكي يعمل الفنانون والفنانات المعتزلون.
قالوا لي أيامها: هذه السفريات ستستغرق كل الأرباح.. ونصبح أكثر مديوينة مما كنا!!!
قلت لهم: زمان كان بدر الدين يتفق علي احضار كل فرق العالم الكبري الفائزة بالبطولات دون سفر.. كان يتفق مع الملحق الثقافي في السفارة بالقاهرة.. احضرنا المجر أيام بوشكاش والمانيا ويوغوسلافيا كل الأبطال عن طريق السفارات.. الآن لما تدخلت الدولة وأصبح هناك ما يسمي "المجلس الأعلي للرياضة والشباب" ثم وزارة الشباب أصبح السفر علي نفقة الحكومة لأن مال الحكومة سايب..
***
الكلام كثير وكثير جدا..
ولكن باختصار شديد نحن في أشد الحاجة للعمل الدءوب الشفاف.. كلنا بدون استثناء.. نحن في أخطر مرحلة في حياتنا.. اللهم اني بلغت فأشهد.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف