بوابة الشروق
حسن المستكاوى
«مايصحش كده»..!
** أبدأ بالجد.. مظاهر ومراحل التغيير والنهضة فى المجتمعات متعددة ومتنوعة، وبعض التغيير يحتاج لمال قارون وعمر نوح، وخطط طويلة المدى ولابد من إقتحامه، مثل التعليم، والصحة. وبعض التغيير يمكن إنجازه فى فترات زمنية بتمويل ممكن، مثل عمليات بناء الطرق، والمدن، ومشروعات الكهرباء والصرف الصحى. وبعض التغيير يمكن أن يبدأ فورا دون انتظار، ولا يحتاج إلى المال أو الوقت، أو الاختراعات، وإنما يحتاج للفكر والعقل الجديد..!

** لغة الخطاب العام من أشكال التغيير الذى يجب أن يبدأ دون انتظار. كل من يواجه الناس عليه أن يكون مثقفا، متمكنا من اللغة، شابا كى يقنع الشباب وشابا كى يصدق الشباب أنه زمنهم، وليس زمن أجيال قادت، وأدارت مواقع مدنية وحكومية.. وعلى الدولة أن تضع ضمن سياساتها كيفية تقديم شباب يتحدث بإنجازاتها وأفكارها ومشارعيها وقراراتها.

** التغيير يجب أن يطول الإعلام.. فما هى المهنية، وكيف يطبق ميثاق العمل الإعلامى بدقة؟.. لكن هناك ماهو أبسط من ذلك ويحتاج إلى تغيير، بقليل من التدريب والتوجيه.. وأول ما يجب أن يتغير هو تعلم الفارق بين «إسبانيا.. وبين أزبانيا».. ويجب التوقف فورا دون تهاون فى طرح السؤال التالى من جانب مراسلين ومذيعين وإعلاميين: شعورك إيه؟ وهو سؤال أبدى يوجه إلى منتصر يطير فرحا، أو مهزوم يبكى حزنا.. ويعكس خواء العقل..

** التغيير يجب أن يطول الذين يصرون على إجراء حوارات باللغة الإنجليزية دون إلمام بقواعد اللغة إطلاقا.. وقد شاهدت أخيرا تسجيلا من برنامج «مايصحش كده».. لعدة محاولات من مراسلين فى الملاعب لإجراء حوارات مع مدربين أجانب.. وقد أخذ أحدهم يطرح الأسئلة، والمدرب الأجنبى لا يرى فى السؤال سؤالا، فقال المراسل: «إيجبت.. مصر».. ولم يفهم المدرب علاقة «إيجبت بالمباراة».. وقد كان الحوار عموما بين مدرب يتلقى أسئلة غير مفهومة، وبين مراسل يطرح أسئلة لا يفهمها.. ودائما ما يكون الحوار بعيدا عن مضمون الحدث وبأسئلة ليست لها إجابات..

** فى مباراة الاتحاد السكندرى والداخلية الأخيرة خسر الاتحاد بهدف للا شىء، وأخذ المعلق يأسف ويتألم للحال الذى وصل إليه زعيم الثغر، وبدا الأمر من تكرار الأسف والألم أن المعلق ينشر وينثر التشاؤم، وهو ما استفز أحد مشجعى الاتحاد، فصاح قائلا: «إهدى علينا شوية يا عم علاء».. فرد علاء مخاطبا الجمهور أو مخاطبا نفسه، والله أعلم، وقال: «المفروض أن هذا المكان للإعلاميين»..

** «إهدى علينا شوية يا عم علاء».. أبسط وأرحم ألف مرة، من أن يقتحم مشجع ميكروفون معلق، ويصرخ بما لا يجوز.. ولا أتصور أننا يمكن أن نسمع أبدا فى مباراة للدورى الإسبانى أو الإنجليزى مشجعا يقول لمعلق، إهدى علينا ياعم لينيكر؟!.

** إن تلك المشاهد القصيرة وما يحدث فيها، ترسخ فى أجيال الشباب المتصل بالعالم أننا فى عالم آخر، ولا تعطيه أى أمل فى التغيير.. وما أقوله هنا حقيقى وبسيط جدا للأسف.. وفعلا: «مايصحش كده»!.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف