التحرير
فريدة الشوباشى
العملاق العربى
شاركت فى مؤتمر أقامه الشباب لدعم مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادى، وسرَت حرارة -كنت قد تصوَّرت أنها ولت إلى أمد بعيد- فى روحى وأنا أشاهد حماسة الحضور لكل كلمة نطق بها أىٌّ من المتحدثين، توجّه الأبصار نحو المستقبل، وتدعو إلى تجاوز كل معوقات السنوات العجاف، وكان من أهم ما أُثير فى المؤتمر، وفى نطاق الجزء الذى حضرته، إبراز ضرورة عودة الصناعات المصرية.

وهو ما يمكن تلخيصه فى أن أمل مصر.. صُنع فى مصر .. وهذا الأمل يسكن وجدان المصريين وقلوبهم، إذ به تنفتح آفاق لا حدود لها أمام الأجيال المصرية المتعاقبة، ويُسدل الستار على الفترات الصعبة المريرة، التى دفعت الملايين إلى الهجرة والبحث عن سُبل العيش، فى ظروف تصل أحيانًا إلى حد فقدان الحياة ذاتها.. من هنا كان الاهتمام المصرى، وأيضًا العالمى، بمؤتمر شرم الشيخ الاقتصادى المنعقد فى المدينة ذات السمعة العالمية. عدد الدول والشركات المشاركة فى المؤتمر تؤكِّد للقاصى والدانى أن مصر تخطو بثبات نحو مستقبل يرسمه أبناؤها، بعد أن استعادت كل أوراقها ممن استولوا عليها ولم تجنِ جراء ذلك سوى كل ما يسحبها إلى الخلف بتدمير صناعاتها الوطنية، تحت ستار الخصخصة ، ومن ثَمَّ تفشَّى الفقر بدرجة قل نظيرها فى تاريخها.. قالت مصر كلمتها، فالمؤتمر للاستثمار فى مصر، الواعدة، المستقرة، المتفائلة بالمستقبل، رغم إرهاب الأعداء الخسيس الذى يستهدف الشعب بكل فئاته، لا سيما الطبقات المطحونة التى تتوق إلى لحظة الانعتاق من أسر سياسة وتحالفات لم تجلب لها إلا مزيدًا من الشقاء، وآخرها تفجير أبراج كهرباء مدينة العاشر من رمضان، وتوقُّف المصانع بها، لساعات طوال.. تُرى، هل يمكن أن يصدق أحد انتماء هؤلاء الإرهابيين إلى مصر وشعبها العظيم الذى لفظهم بوعيه العميق، عمق حضارة آلاف السنين؟ قال الرئيس عبد الفتاح السيسى إن زمن الاستيلاء على المواد الخام المصرية قد انتهى، وإن مصر تفتح ذراعيها وترحِّب بكل مَن يريد الاستثمار على أرضها المليئة بالكنوز، وبأيدٍ عاملة مصرية.. وهل يستطيع أى كان التشكيك فى مهارة الأيدى العاملة فى وادى النيل، بينما قواعد المجد كما فى الأهرام قديمًا وفى السد العالى حديثًا، كفوها الكلام عند التحدّى ! مصر كانت فى حاجة إلى قائد يعرف قدرها والنابع من قدر أبنائها وقدرتهم.. قائد يؤمن بأن الإرادة المصرية لن تعلو عليها إرادة أخرى، وأننا بهذه الإرادة نستطيع أن نستعيد مكانتنا، والصناعات الصغيرة والمتوسطة، هى الطريق الوحيد إلى إعادة بناء اقتصادنا، وتأسيس عدالة اجتماعية تحمى المواطن من كل الشرور المصاحبة للفساد واقتصاد الريع. قالت الخارجية الأمريكية إن وزير الخارجية جون كيرى سوف يلتقى الرئيس السيسى خلال مؤتمر شرم الشيخ للبحث مع العملاق العربى فى شؤون المنطقة. لقد أدرك كثيرون استحالة إلباس العملاق ثوب طفل! عدد الدول والشركات المشاركة دليل على اعتراف الجميع باستحالة تقزيم العملاق رغم الحروب الضارية التى يواصل الأعداء شنّها.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف