عبد المجيد الشوادفى
الرأى الآخر- معارضو الرئيس وراء الكارثة
على مدى السنوات الاربع الماضية منذ تولى الدكتور عصام شرف رئاسة الحكومة والذى تردد توقيعه على موافقة كتابية لإنشاء السد الأثيوبى – بعد ما رفعه فوق رءوسهم ما يطلق عليهم (ثوار 25 يناير) طفت على سطح الأحداث أزمة مياه النيل التى تهدد مصر شعباً وأرضاً بكارثة (الموت عطشاً) وشكلت على إثرها اللجنة الوطنية التى لاتزال تواصل مفاوضاتها للتوصل –رضاء لتحقيق احتياجات مصر والسودان من مياه النيل طبقاً للاتفاقيات والحصص المخصصة. وفى انتظار الجولة الحادية عشرة من المفاوضات بالعاصمة الأثيوبية (أديس أبابا) للاتفاق على أمور منها:
أولا: المراجعة النهائية لعقود المكتبين الفرنسيين والمكتب الانجليزى (كوربت) للتأكد من توافقهم مع القوانين واللوائح المنظمة لذلك.. وبحث إمكانية صياغتها باللغتين الفرنسية والانجليزية لضمان الدقة فى معانى الكلمات خاصة أن المفردات اللغوية للانجليزى تحمل اكثر من معنى خلافاً للفرنسى.
ثانياً: مناقشة العرض المالى الذى قدمه الاستشاريون الفرنسيون لارتفاع قيمته والتى تبلغ خمسة ملايين وأربعمائة ألف يورو بحيث يتم التفاوض بشأنها والتوصل الى تخفيضها بنسبة 50% والاستعراض النهائى للعقود الفنية والمالية والقانونية للدراسات التى ستكشف مدى التأثيرات السلبية للسد على مصر والسودان.. وفى ضوء ما سبق فإن الأمر ينبىء بإطالة الأمد للمفاوضات التى أبدت مصر المخاوف منها وتطمح فى إنهائها بأسرع وقت نتيجة لاتمام 50%من منشآت السد.. رغم تصريحات وزير المياه الآثيوبى بأن بلاده لن تقبل بأن تتسبب فى أى إضرار بمصالح مصر وفى ظل تَخَوُف الجانب المصرى وامتداد مراحل التفاوض والفترات الزمنية .. جاءت المفاجأة فيما طرحه توفيق عكاشة عضو مجلس النواب بإعطاء إسرائيل 2مليار متر مكعب من مياه النيل مقابل التوسط لدى أثيويبا لحل مشكلة سد النهضة وإثر ذلك استحضرت ذاكرتى ماتواتر عقب توقيع معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية عام 1979 عن الوعد الذى قطعه الرئيس الراحل أنور السادات مع مناحم بيجن رئيس وزراء إسرائيل بتوصيل مياه النيل لإسرائيل.. وقد تزامن ذلك مع حملة إعلامية شرسة ضد الرئيس من معارضيه داخل مصر وخارجها.. مما دفع السادات لترتيب سيناريو طبقا لرواية حدثنى بها الدكتور نبيه العلقامى أمين الشباب بالحزب الوطنى وعضو مجلس الشورى وقتها – قائلا كنت بمكتب اللواء رفعت مطاوع نائب الأمين العام لمجلس الشورى عام 1991 فى جلسة بصحبة الكاتب الصحفى الراحل الاستاذ أنيس منصور الذى تحدث عن رؤية الرئيس السادات الثاقبة للمستقبل وفكره يسبق عصره.. وشرح أنيس منصور الخدعة التى رسمها السادات.. فقد استدعانى الرئيس وطلب منى السفر ولقاء أصدقائى بنادى الصحافة الإسرائيلى وقضاء سهرة ليلية معهم أتناول فيها زجاجتين من البيرة كى أبدو سكران ويتم الحديث عن نقل مياه النيل عبر الأراضى المصرية إلى صحراء النقب وبالفعل تم تنفيذ «سيناريو» السادات وبعد عودتى للقاهره تصدر نبأ وصول مياه النيل العناوين الرئيسية للصحف الإسرائيلية وعلى الفور اتصل الرئيس السادات هاتفياً برئيس الوزراء الإسرائيلى موجهاً له اللوم لإفشائه سراً جرى بينهما وأبلغه بتراجعه عن وعده. وبذلك احبط الرئيس مخططات معارضيه.. ولكن يبقى التساؤل: هل الواقع الراهن يثبت أن تنفيذ ما وعد به الرئيس الراحل فى حينه كان كفيلاً بإبعاد «الشبح» الذى يهدد مستقبل وحياة المصريين هذه الأيام وأن المعارضين غير الوطنيين لا يرون سوى مصالحهم... أم ان هناك رأياً أخر .