انهضي يا «مرفوعة الرأس» الهامة انهضي وتنفسي الصعداء واستغفري

تأملي مرآة أنوثتك الجريحة

وضمدي كرامتك الشماء احتراما واطلبي

انفضي يا «مكسورة القلب» اليأس انفضي ولملمي سيول دموعك وتفاءلي

أطلقي العنان لحياتك الحزينة وأكرمي حرمانك، حبًا وعزة وسامحي

ارفضي يا «مغبونة الحق» الوأد ارفضي

واهدمي قبر الجاهلية وافخري

لوِّني سماء كيانك المستقل أزرق واستنشقي نسيم أمومتك الرقيق ولا وتتنازلي

عندما نتحدث عن ضحايا العنف ضد المرأة بكل أنواعه الجسدي والمعنوي، أكثر ما يؤلم هو قناعة العديد من الضحايا النساء بتفوق الرجل عليهن وأنه أعلى منزلة منهم أمام الله وأمام المجتمع وأنه ضمن صلاحياته كرجل ورب عائلة أن يؤدب المرأة ويربيها على مر السنين. وتمر المرأة بعملية غسيل مخ وتحريف للقيم والمبادئ الإنسانية التي هي أساس تطور أي مجتمع وتكريس الفهم الخاطئ للعديد من القيم.

«كوني كما أمرك الله»: بالطبع، ولكن الله لا يرضى بتكريس دونية أي إنسان سواء كان امرأة أم رجلا.

«كوني كما أرادك زوجك» : لا أبدا، كوني كما تريدين أنت وما يضفيه عليك ضميرك كإنسانة وكزوجة وأم.

«أبدعي في تدليع زوجك»: بالطبع كما على الرجل أن يبدع في تدليع زوجته.

«تفنني فى الاهتمام ببيتك وأولادك» : أكيد، لكن ليس على حساب صحتك الجسدية والنفسية.

كوني ملكة في بيتك؛ أكيد، ملكة لا يملكها أحد.

«كوني حلوة اللسان وتعلمي فنون الكلام الموزون»: بالطبع وطالبي أن يتم التعامل معك بالمثل، وتذكري أن قبولك لأول شتيمة وكلام غير موزون هو بداية الطريق للعنف اللفظي المقيت.

«أتقني فنون الأناقة التي تثير الرجل»: بالطبع ، ولكن هذا لا ينفي أن المرأة تحب بالمثل الرجل الأنيق شكلا ومضمونًا

«أبدعي في مطبخك كما يجب»؛ ولكن تذكري أن قيمتك غير مربوطة بطبخك.

«دلليه كأنه طفل يحتاج إلى حنانك»: ولكن تذكري أنه ليس بطفلك، وأن مشاعر الحنان والاحترام يجب أن تكون متبادلة.

«احترميه وحافظي على كرامته لأنه رب العائلة»: الاحترام وعدم خدش كرامة أي مخلوق هو واجب باتجاه كل من يحيط بِنَا.

وهنا أترجم خطابا سمعته مؤخرا وتمنيت لو بإمكاني أن أبعثه لكل امرأة معنفة، تعاني من تخلخل في ثقتها الذاتية وبقيمتها وعدم ثقة بقوتها الداخلية وقدرتها علي الاستمرار والنظر بتفاؤل الى المستقبل.

من أنتِ؟

أنت جميلة، أنت ذكية، أنت خفيفة الظل، أنت طيبة.

أنت متميزة

أنت أهل للمحبة والمودة.

لست أكثر مما ينبغي، وأنت دائما كافية.

أنت ثمينة، أنت لؤلؤة، أنت الورد الأكثر روعة بين خليقة الله.

قيمتك أكثر مما يمكنك تصوره.

أكثر من مجرد رقم على ميزان

أو نوعية كريم الشعر الذي تستخدمينه

أو الحذاء الذي ترتدين

أكثر من سعر البطاقات على ملابسك

أو عدد متابعيك على توتير

قيمتك تتجاوز كل الأمور الأرضية

لأنك بعيون الله تعالى، أنت محبوبة

وتستحقين من يضحى من أجلك،

سواء كنت تُحبين نفسك وحياتك

أو لا يمكنك احتمال نفسك بالمرآة

وتشعرين بأن كل شىء فى حياتك يتهاوى

سواء كنت ناجحة

أم تشعرين أنك أفشل مَن في العالم

بغض النظر عن من تظنين نفسك

الحقيقيه أنك تستحقين شخصا يبذل حياته من أجلك

لأنك قوية ، ولديك طاقة وقوة كامنة بداخل كل واحدة منا

امرأه لديها القوة القادرة على تغيير العالم

ومسؤوليتك هي العثور على تلك المرأة

وأن تطلقي سراحها!

هذه أنت..

وأيه أصوات في عقلك تحاول أن تخبرك بشيء آخر

هي العدو، وعندما تسمعينها مرة أخرى ، قولي الآتي:

«بجانب رب العالمين، أنا غالية ومحبوبة ومعشوقة

أنا رائعة، أنا قوية»

ومن فضلك، لا تنسى ذلك.