محمد نجاتى
المبالغة والأفورة.. شعارنا في المرحلة
المبالغة بقت أسلوب حياة، أحنا ليه بنبالغ في كل حاجة؟ بنبالغ في الحزن وبنبالغ في السعادة وحتي بنبالغ في تحليل المواقف الهايفة.
ليه لما يبقي عيد ميلاد حد حجم المعايدة والـ "paragragh" اللى بيتكتب مع كمية الصور اللى بتبقي في الـ"collage" والمبالغة في استخدام الكلام اللى محدش فاهمه دليل علي أن الشخص عزيز؟
ليه المبالغة في تحليل كل كبيرة وصغيرة بتحصل في البلد، وبعدين نبالغ في الهوجة ويومين وننسي أحنا كنا بنبالغ ليه اصلًا؟ ليه المبالغة بين الـ "couples" على السوشيال ميديا؟ اللى بيحب حد مش محتاج يشرح للناس هو بيحبه ليه، دي حاجة شخصية والمبالغة فيها ممكن تضعفها.
المبالغة بتقلل قيمة الحاجة بالرغم أن الواحد بيعملها عشان يعظمها، والشخص المبالغ مع الوقت بيفقد مصداقيته، وزي ما صديقتي دينا جلال بتقول "التهريج مبني على المبالغة" بس من كتر ما بالغنا في كل حاجة هنكره التهريج.
المبالغة في الموضة بتفسدها، يعني مثلًا بالغنا في وقت في السوشي اللى هو أكل نئ وغالي ومن كتر ما بالغنا فيه، زهقنا من صوره وكذلك الكب كيك والفاشونيستا وسلسلة المبالغات اللى عملت بلالين معظمها بيفسي النهاردة.
السؤال هو أحنا ليه بنبالغ، ليه منديش كل حاجة حقها. ليه بالغنا في السياسة بعد الثورة وعملنا فيها سياسين؟ وبالغنا في تحليل الاقتصاد وعملنا فيها اقتصادين؟ وأحنا معظمنا مش بيفهم في ده ولا ده.
نطلع من المبالغة نروح للأفورة، الأفورة في الحاجة بتخلي الواحد "يقرف" منها. زمان كان في أفورة رهيبة فى الأعياد الوطنية و٦ أكتوبر وكدة خليتنا نحمل هم "الأوبريت" على رأي رضوي أبو العزم.
الأفورة تطورت من "الأوپريت" إلى التحليل، بقي عندنا محلل لكل حاجة والمحلل كل ما "يأفور" أكتر ينجح أكتر، والأفورة فى نظرية المؤامرة فى "تأثير الدولار علينا" وأحنا أصلا مش فاهمين ده هيعمل إيه.
و الأفورة فى الفرحة بكل حاجة هايفة والحزن من حاجات تانية، الأفورة فى الكلام وفى الفعل ورد الفعل. لما تمشي فى الشارع هتلاقي اتنين بيضربوا بعض حتي لو العربيات سليمة بعد ما خبطه فى بعض. بس لازم الأفورة.
أظن الأڤورة دي ناتجة عن الضغط والقرف اللى بنشوفه كل يوم فبنأفور من غير ما ناخد بالنا ومع الوقت بتبقي أسلوب حياة.
الخلاصة
بعد اعترافي اني استخدمت كلمة مبالغة واعترافي إني كنت جزء من مبالغات كتير وركبت كذا موجة لمجرد المبالغة. وأفورت فى تحليل حاجات كتير وفى التعامل مع مواقف حلوة ووحشة. المبالغة والأفورة معظمها ضرر وعادة بتخلينا نتوقع حاجات مبتحصلش وبتفقد الحاجة قيمتها وأظن المبالغة كانت واضحة في استخدام محمد مرسي لكلمة شرعية في خطابه الأخير، والأفورة ظهرت في التريقة عليه. بس بما إن معظم التهريج "مبني على المبالغة" فالتهريج هو السياق الوحيد المقبول فيه المبالغة، بس الأفورة طفحت وبهدلتنا. فياريت نعد من ١ لـ٥ قبل ما نأفور في حاجة.