المساء
محسن عبد العاطى
الزعل مرفوض -مذيع بدرجة وزير
المتابع للقنوات الفضائية الخاصة سيلاحظ في أغلب برامجها ويكاد تكون جميعها أن المذيع أو المذيعة تتعامل مع الضيوف وكأنها وزير للإعلام ويتناسون أن المذيع عليه مناقشة وطرح الأسئلة في حدود المعقول.. لكن ما يحدث علي أغلب هذه القنوات بعد ثورة 25 يناير وحتي الآن هو تقديم برامج الصوت العالي والقوة والترهيب ولا صوت فوق صوت المذيع أو المحاور.. واعتقادي أن السبب في ذلك هو غياب خريجي الإعلام من الشباب رغم أن مصر مليئة بكليات الإعلام التي تدرس مبادئ الإعلام الصحيح حتي كليات وفروع الإعلام بالأقاليم والمحافظات وأيضا غياب التليفزيون المصري رغم حيادته في التعامل مع الموضوعات والقضايا الهامة ويستطيع التليفزيون المصري أن يتفوق علي جميع القنوات الخاصة لو استغل امكاناته البشرية الهائلة خاصة أن به أكثر من أربعين ألف موظف لو استغل عشرين منهم علي الأقل للتعاون معه كمراسلين أو نقل الحدث كل في مكانه وكل موظف يمتلك في جيبه جهاز الموبايل بالواتس وغيره من هذه الأدوات التي تنشر الخبر والحدث بسرعة متناهية.. وهذا يتطلب من مسئولية تغيير النظرة والمنهج الذي يسيرون عليه منذ نشأة التليفزيون المصري حتي الآن والعالم يتحرك من حوله بل كل قناة خاصة تضع رأسها برأس ماسبيرو.. فهل يفكر المسئولون بالتليفزيون المصري في خلق فرص مبتكرة لسرعة نقل الخبر والحدث من أي مكان أم سيظل يتعامل بنفس الأسلوب القديم في وقت انتشرت فيه المساحات السكانية وأصبح كل شارع كأنه مدينة ويستطيع التليفزيون أيضا أن يدر الإعلانات ويعيدها لبيته مثلما كان يحدث منذ سنوات طويلة حينما كنا ننتظر عرض أحد الأفلام الأجنبية أو "اخترنا لك" أو "السهرة" وكان يسبقها كم هائل من الإعلانات الكثيفة.. أما أن تظل القنوات الخاصة تقدم برامج الصوت العالي وإظهار العضلات لذلك سوف يستمر طويلا ما دامت الجهة المنافسة وهي "ماسبيرو" لا تتحرك بل ويكتفي فقط بالتطوير والتجديد لبرامجه علي الورق دون الاستعانة بتكنولوجيا العصر.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف