المساء
خالد السكران
لمن يفهم- وزير الداخلية.. المستشار الزند
في أول لقاء إعلامي جمع اللواء مجدي عبدالغفار وزير الداخلية مع مندوبي الصحف في الوزارة قال تصريحاً اعتبره البعض صارماً حينما قال "أنا أحب الإعلام لكني لا أحب الحديث عبره كثيراً" وأشار إلي أن الإعلامي الذي يجد إنجازاً أمنياً في الشارع يتحدث عنه بمصداقية ومن يجد تجاوزاً يتحدث عنه بمصداقية وألمح أنه "مش غاوي" مداخلات تليفزيونية والبعض من الزملاء اعتبر ذلك بداية غير مبشرة مع اللواء عبدالغفار لكني وفي هذا المكان أثنيت علي هذا المنهج لأنه ليس من المعقول أن يتفرغ وزير بحجم وزير داخلية مصر الذي يحارب رجاله في معركتين ضد الإرهاب ومن يترصدون بمصرنا العظيمة والمجرمين بشتي ألوانهم وأطيافهم بالاضافة إلي وعيه بأن الإعلام ومن يعملون فيه في سباق مع الزمن للفوز بالخبر دون انتظار لكشف الحقائق والملابسات التي تدور حول الحدث أو الواقعة وواصل الرجل منهجه حتي الآن وواجب علينا أن نكرر التحية له ونطالبه بألا يظهر في وسائل الإعلام إلا إذا كان الحدث بحجم ظهوره مثلما فعل منذ أيام حينما أعلن للعالم كله ضبط من قاموا بالإعداد والتنفيذ للجريمة الخسيسة باغتيال النائب العام الشهيد المستشار هشام بركات وكشف زيف جماعة الإخوان الإرهابية التي تتنصل من هذه الأعمال مع أنها الممولة والمخططة والمنفذة وفقاً للاعترافات التي أدلي بها الجناة.
أقول هذا الكلام في مناسبة أنا شخصياً أشعر تجاهها بالألم والمرارة وهي إعفاء المستشار الجليل أحمد الزند من موقعه كوزير للعدل بعد أن نجح المتربصون به في استغلال زلة لسان له في برنامج تليفزيوني وأقاموا الدنيا ولم يقعدوها وأؤكد للجميع أن المستشار الزند رجل وطني حتي النخاع ولا يمكن لأي مصري مخلص ممن يعشقون تراب هذا الوطن أن يشكك في وطنيته وحمل مثل الكثير من شرفاء مصر رقبته علي كفه في حرب شعواء ضد تنظيم الإخوان الإرهابي الذي تصدر المشهد المصري لمدة عام كان الله سبحانه وتعالي صاحب الأمر في ازاحتهم مسانداً بذلك جهود المصريين الشرفاء الذين كان الزند واحداً منهم.. ومن هنا لابد أن يحتاط كل مصري يظهر في وسائل الإعلام أن الكلمة إذا خرجت من فمه صارت مثل الطلقة من فوهة السلاح ومن الممكن أن ترد إلي صدر الشخص نفسه طالما هناك من يتربص به حتي لو قالها بحسن نية أما الأهم من ذلك فإن قرار رئيس الوزراء باستبعاد المستشار الزند من موقعه والذي رأي فيه مساندة للرأي العام لن يقلل من قدر الرجل وأري أن رئيس الوزراء اختار الهدوء وعدم التصعيد.. وهذا حقه.
* مازلت مصراً علي ضرورة تعيين وزير للإعلام في التشكيل الوزاري القادم وأن تكون مهامه وصلاحياته مختلفة عن الماضي وأن يكون التنسيق بين وسائل الإعلام المختلفة هو صلب عمله وأن يكون الاختيار له ممن تتوافر فيه الشروط التي تصلح لهذه المهمة متصالحاً مع نفسه أولاً ليس بينه وبين أحد من العاملين في الميديا أي خلافات وليس عليه فاتورة لأحد حتي تخرج قراراته عادلة وأن يكون قريباً من العاملين في هذا المجال حاسماً لديه رؤية واسعة مطلعاً علي ما يحدث في العالم من حولنا مدركاً للأخطار التي تواجه البلاد وما يحاك ضدها من مؤامرات.. يا سادة وزير الإعلام في مثل الظروف التي تمر بها بلادنا دوره مهم خاصة ونحن نبني دولة علي أسس ديمقراطية من أهم قواعدها الإيمان بالرأي والرأي الآخر وليس الحرب والتناحر بين أبنائها ورواد الفكر والمعرفة فيها.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف