المساء
محمد فؤاد
ع الطريق -الحياة.. مرة أخري!!
أعرف مقدماً أن التجربة قد مر عليها وقت طويل كي أكتب عنها اليوم..
عندما كنت أحكي عنها وعن دروسها كان يستفسر الكثيرون عن عدم نشرها ليستفيد منها الغير إلي أن فاجأتني الزميلة "ميرفت مسعد" وخيرتني بين أمرين إما أن أنشرها في عمودي أو تنشرها هي في بابها الناجح والمتميز.. وتستمر الحياة دون أي تغيير أو تصرف فيها ولكني اخترت أن أكتب عن نفسي بنفسي.
أما عن التجربة فقد كانت شديدة الألم والمرارة ومليئة بالحزن والخوف ويغلفها الموت والرعب بدأت بآلام مبرحة في القلب وانتهت بعملية دقيقة لتغيير ثلاثة شرايين ومرت بوفاة الأم الساعد الأقوي والسند الأعظم من بعد الأب والتي قامت علي تمريضي في أخريات حياتها لثلاث ليال وأربعة أيام ثم فارقتها ونحن علي موعدين مختلفين هي علي ميعاد مع الموت وأنا علي ميعاد مع الحياة!!
استأنفت رحلة البحث عن الشفاء مرة أخري وكانت طويلة ومتعثرة بعض الشيء ما بين إجراءات طبية جديدة وبين إيجاد مستفشي علي مستوي مهني عال يتناسب والقدرات المادية ولكن بفضل الله وقدرته وإرادته حدث في خلال عشرة أيام ما لم يحدث خلال أربعة أشهر من الركض نحو أي أمل حتي ولو كان ضعيفاً.
ولكن الأمل جاء قوياً وكبيراً علي يد الجراح الماهر د.أحمد الكرداني والزميلين نادية سعد وأشرف عبدالمنعم فعن طريقهم استطعت إنهاء الإجراءات الإدارية والمادية بسرعة لم أعهدها من قبل وأصبحت قاب قوسين أو أدني لإجراء الجراحة.
في صباح يوم العملية نقلوني وآخرين إلي قسم العمليات وانتظرنا في إحدي الحجرات إلي أن يحين دور كل منا وأذكر أننا اعتدنا قبل إجراء الجراحة أن ندعو لبعضنا البعض لكن في اللحظات التي سبقتها بقليل صار كل منا يدعو لنفسه فقط!!
لا أنكر ولا أكذب أنني قبل ذلك اليوم كنت ياسئاً يتملكني خوف شديد رغم شجاعتي الظاهرة حتي أني رفضت القيام بصلاة استخارة ودخلت غرفة العمليات تاركاً من ورائي الدنيا وما فيها بيقين كامل أنني ميت لا محالة وأن فرصة نجاتي منها تساوي "صفر" في المائة!!
ولكن كيف يكون ذلك كذلك وأنا قد توكلت علي الله وتركت أمري له يتصرف كيفما شاء مدركاً أنني لا أهرب من قدره إلا لقدره. فاستسلمت لمشيئته ثم لمهارة الفريق الطبي الذي بدأ معي بالجملة الشهيرة "شكة صغيرة" وهي شكة التخدير وانتهي باستفاقتي غير مصدق بأنني قد نجوت من العملية ومازلت علي قيد الحياة!!
الحمد لله الذي وهبني حياة جديدة لم يكن ليمنحها لغيري ممن أوتوا المال والسلطة والنفوذ والحمد لله الذي أعانني علي نفسي وعلي يأسي وكان رفيقاً بي ورحيماً حتي خرجت منها بسلام.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف