الوفد
علاء عريبى
رؤى -أدوية التأمين الصحي
كنت أظن لأيام ماضية أن الأدوية لا تختلف من بلد إلى آخر، جميعها تشترك فى الاسم والفاعلية وشكل العبوة، لكن للأسف اتضح أنني لا أفهم شيئا على الإطلاق فى عالم الدواء، فما يسمي حسين فى ألمانيا يعبأ فى مصر ويباع باسم ديفيد، وفى السعودية تامر، والإمارات مسعد، والجزائر داوود، واتضح أيضا ان الاختلاف لا يقف فقط على الاسم وشكل العبوة، بل إنه يمتد إلى الفاعلية، فالدواء الذى يصرف فى ألمانيا لتبقى فاعليته فى الدم لمدة 12 ساعة أو 24 ساعة، تصبح فاعليته فى مصر لمدة 8 ساعات فقط.
هذه الحقيقة للأسف لم أقف عليها سوى عندما قررت صرف علاجي الشهري من مشروع التأمين الصحي، بعد تعثر مشروع علاج الجريدة، ذهبت إلى عيادة 6 أكتوبر فى الدقي صباحا، عيادة فى غاية الانضباط والنظافة، سددت جنيهاً رسم تسجيل الكشف، وجلست انتظر دورى للدخول فى حضرة الطبيب، وقد سبق وجهزت ملفاً طبىاً بحالتى الصحية لكى أسهل على الطبيب الوقوف على تاريخ الحالة، وأهمية الأدوية التى أصرفها منذ سنوات، وبالفعل اطلع الطبيب وكتب الروشتة، ذهبت إلى الصيدلية وقابلت الدكتورة المسئولة عنها، وللحق كانت على قدر كبير من المسئولية والاحترام، ولا تقل عن الأطباء والموظفين الذين تعاملت معهم بالعيادة، تقدمت بالروشتة، وخيرتني بين الأدوية الاقتصادية والأدوية المجانية، وفهمت منها أن التأمين الصحى يقدم للمرضى خدمتين، الأولى صرف بعض الأدوية مجانا، الثانية بيع بعضها بتخفيض يصل إلي الثلث عن السوق، اخترت شراء علاج الكولسترول، وطلبت صرف أدوية الضغط والقلب وموسع الشرايين، فى ثوان حسبت عدد الحبات التى أحتاجها خلال شهرين من كل دواء، ووضعت بعض الشرائط فى كيس، وأخذت تشرح لى كيفية الاستخدام، قلبت فى الكيس وفوجئت بأن جميع الأدوية ليست شبه الأدوية التى أشتريها منذ سنوات، الكونكور الخاص بضغط الدم، تحول لإجيبروس، وبعد أن كان لون القرص أصفر أصبح لونه أبيض، علاج موسع الشرايين نتروماك ريتارد، اسمه نيتروجفيكرين، علاج تريتاس الخاص بالضغط أصبح اسمه برس، فاستاريل وأصبح تريكارديا، مددت يدى بالكيس نحوها:
ـ هذه ليست أدويتى
ـ ابتسمت وقالت: هى بس باسمها المصرى
وتفضلت مشكورة بشرح الفرق، وأكدت لى أنها نفس الفاعلية، لكنها تحت عنوان آخر، ونبهتنى إلى الفرق بين الفاستاريل الذى أشتريه من السوق، وبين تريكارديا، فى فترة البقاء فى الدم، الأول كل 12 ساعة والثانى كل 8 ساعات.
بعد أن عدت إلى المنزل اتصلت ببعض الأصدقاء من الأطباء عن الفرق بين المسمى الأجنبي والمسمى المصرى، والفرق بين المسميين فى الفاعلية، وللحقيقة أكدوا عدم وجود فرق كبير، لكن بعضهم فضل الأجنبي عن المصري.
هذه الواقعة نستحضرها لكى نسأل الحكومة ووزارة الصحة: لماذا تختلف الأدوية المعبأة فى مصر عن مثيلتها المصنعة فى الخارج من حيث الاسم والفاعلية والعبوة؟، ولماذا يفضل الأطباء الأدوية الأجنبية؟، ولماذا لا تصرف لمرضى التأمين فى عبوات وليس كشرايط؟، سؤال أخير: لماذا لا يسدد المشترك رسم كشف عشرة جنيهات وأخرى لصرف العلاج، واستخدام الحصيلة في تحسين الخدمة؟
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف