عباس الطرابيلى
هموم مصرية -وزارة للتصدير.. ضرورة
ما دمنا في أجواء تعديل وزاري مرتقب- وقبل أن يلقي المهندس شريف إسماعيل، رئيس الوزراء، بيان حكومته أمام البرلمان- لماذا لا نفكر في إنشاء وزارة مستقلة للتصدير.. أي تهتم بأمور كل ما نصدره للخارج، من مختلف السلع.. والسبب: انهيار حجم ما نقوم بتصديره في السنوات الأخيرة من 30 مليار دولار سنوياً إلي 22 ملياراً وهذا الانهيار صاحبه للأسف ارتفاع رهيب في حجم ما نستورده من الخارج، وصل حتي الآن إلي 80 مليار دولار.. وهذه كارثة حقيقية دمرت الميزان التجاري المصري، الذي بات عبداً لما نستورده.. حتي ولو كان مجرد «شوية تسالي» أو مستلزمات رمضان والعيد!
<< وحتي لو كان بعض ما نستورده عبارة عن مستلزمات إنتاج، أو سلع تحويلية أو مواد خام، إلا أن الحصة الأكبر هي لسلع استفزازية يمكن الاستغناء عن أكثرها، وهذا يقتضي وجود مجلس أعلي للسلع المستوردة يرأسه وزير التصدير الذي يقترحه الشاب الدمياطي هشام نبيل- وهو من المصدرين.. والمستوردين بميناء دمياط، وهو من الشباب الواعد الذي يتفجر حيوية وغيرة.. ويحلم ويفكر فيما هو حبل إنقاذ للاقتصاد الوطني.
وهشام نبيل شاب، محاسب، خريج كلية التجارة.. ولكنه لم يحلم يوماً بتراب الميري.. ولذلك انطلق يعمل في مجال اقتصادي بحكم انه دمياطي المنشأ والفكر، ولديه أفكار عديدة لعلاج الخلل في المنظومة الاقتصادية وكيف يمكن أن نصبح «نمراً اقتصادياً» مع الدول الافريقية التي هي المجال الحيوي للاقتصاد المصري.. ونمراً اقتصادياً عربياً نحدث نوعاً من التكامل مع الأشقاء العرب.. كما يحمل أفكاراً متقدمة لعلاج الخلل في جهاز الجمارك المصري.. لتقليل مدة التخليص الجمركي، والحد من التعقيدات التي يواجهها المصدرون في كل موانئ مصر: البحرية والجوية والبرية.. ويري فيها أهم المعوقات التي تخنق عملية التصدير المصري للخارج، ليس فقط في عالم الصناعات الغذائية.. ولكن أيضاً في استغلال فكرة مدينة الأثاث بدمياط وإنشاء سلسلة من المعارض الدولية، في وسط وشمال وغرب افريقيا للمنتجات المصرية المتكاملة.
<< وهو يري اننا لو وجدنا حلولاً للتعقيدات الجمركية، سوف نزيد من حجم صادراتنا بشكل كبير، بالقضاء علي الأساليب البالية والقوانين الجمركية، بل والعقول التي مازالت تعمل بأن المصدر مخطئ ومتهرب ومهرب إلي أن يثبت العكس- ويملك رصيداً كبيراً من المعاناة مع رجال الجمارك- من فوق لتحت- أي علي طول السلك الجمركي داخل المصلحة.. وأيضاً داخل جمارك الموانئ والمطارات.
<< ثم هو يطالب بأن يجد- ومعه كل أبناء جيله- من يجلس إليهم.. ويستمع.. ليعرف ربما ما لا يسمعه من كبار المسئولين تحت رئاسته.. وأري ان هذا الشاب وصل إلي نقطة القناعة بأن أحداً من كبار المسئولين لن يستمع لآراء هؤلاء الشباب، بل ويحلم يوماً أن يتصل به كبار المسئولين.. ليستمعوا إلي أفكاره.. لأنها ليست مجرد أفكار نظرية، بل هي نتاج الواقع الذي يعيشه كل هؤلاء الشباب، بل ويطالب بلقاءات دورية بين كبار المسئولين ومجموعات من الشباب، ليس لامتصاص غضبهم المشروع وحماسهم الوطني، ولكن لتحويل أفكارهم إلي واقع حقيقي.
<< تري.. ماذا لو جلس الرئيس «السيسي»- ولو مرة كل شهر- مع مجموعة من الشباب.. يتكلمون.. ويستمع.. ويسجل رجاله كل ما يقولون وهشام فتحي واحد من هؤلاء، من ذوي الأفكار الجريئة والحيوية الذي يحلم أن يجلس إلي الرئيس «السيسي».. الذي يري الشباب انه خير من يستمع لهم.
حقاً.. ماذا لو التقي الرئيس بمثل هؤلاء الشباب.. وماذا يقول الرئيس في اقتراح هذا الشاب بإنشاء وزارة للتصدير.